فما يعنيه الرواي منصور بن حازم هو أن في كتاب الله سبحانه وتعالى من الآيات ما قد يستفاد منه أكثر من معنى ودلالة.
ولذلك فإن الكثير من أصحاب المذاهب المنحرفة مع أنهم على عقيدة باطلة وانحراف عن كتاب الله سبحانه وتعالى، إلا أنهم يستندون في إثبات عقائدهم الباطلة ومذاهبهم إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، بل قد يغلبون من يحاججهم ويخصمونة بآيات القرآن الكريم، مع أن مذاهبهم هذه باطلة.
مع أن القرآن الكريم لم يأت بعقائد ومسالك شتى وإنما هي عقيدة واحدة لا ثاني لها.
ومن هذا المنطلق لا بد من وجود شخص لديه المعرفة الكاملة بالقرآن الكريم وتفسيره ومقاصده ومعاني آياته ليقطع على كل هؤلاء الضلال حجتهم به، ويكون تفسيره الصحيح لهذه الآيات حجة على الناس.
هذا هو مراد الراوي منصور بن حازم، فهو لا ينفي حجية آيات كتاب الله سبحانه وتعالى، ولم يقل إن آيات كتاب الله لا حجة فيها، ولا يظهر ذلك من كلامه! بل هو يؤكد حجية القرآن في قوله: فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم، فغاية ما يقصده ويريد أن يقوله أن هذه الآيات تكون حجة على الناس عندما يتضح معناها ويعلم مقصودها ومرادها وتفسيرها التفسير الصحيح السليم، الذي لا لبس معه بحيث يفهم منها بعد ذلك معنى واحد ومراد واحد.. عندها تكون حجة على العبد، ليس له أن يتملص من الالتزام بما في مضمونها، بعدما وضحت وتبيت لديه بما لا لبس معه.
والذي له القدرة في إعطاء المعنى الواقعي لآيات القرآن الكريم والتفسير الصحيح لها حسب ما أراد الله سبحانه وتعالى هو المعصوم، فكان النبي صلى