لدن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إلا أنها فوق ذلك، قد وهبت كل وجودها لله ورسوله ودعوة الحق التي صدع بها.
فقد وهبت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كل أموالها ليغطي بها نفقات الدعوة والدعاة المستضعفين.
ولقد عاصرت أشد الظروف قسوة فما لانت من قناتها أبدا، وتحدت أصعب الأزمات وأكثر المواقف عسرا، وصبرت على الأذى في جنب الله عز وجل، وسمت بذلك على نعيمها الدنيوي السابق، وركلت اخضرار العيش الذي اعتادته برجليها لتعيش مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) محنته وآلامه التي صبتها عليه قريش وحلفاؤها وظلت طوال عشر سنين من المحنة تبث الأمل في قلب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتشد من أزره، وتقوي من عزيمته على مواصلة المسير، وأنت خبير بما تؤديه مواقف المرأة المشجعة لزوجها من أثر إيجابي على الاستمرار في الصمود والمواجهة وشد العزيمة.
وقد كانت أعظم مواقفها الجهادية في تحديها لمحنة