والسلام، منذ نحو أربعين سنة في تهيئة المواد والمصادر لموسوعته (ملحقات الاحقاق)، فتتبع فهارس المخطوطات الصادرة لمكتبات العالم واستخرج منها ما يخص الموضوع وسعى جادا في تصويرها، وهكذا جد في الحصول على ما يطبع من المصادر في البلدان الإسلامية والعربية والأوربية، فزادت قائمة المصادر المرجوع إليها في تهيئة مجلدات هذه الموسوعة الألف كتابا من مؤلفات أعلام المفسرين والمحدثين والمؤرخين من مختلف المذاهب الإسلامية.
إن هذا الجد الحثيث ما هو نموذج من أدلة ولائه لأهل البيت عليهم السلام الذي كان يعايشه منذ بدايات عمره وكانت تتجلى في مختلف المجالات الدينية والعلمية التي كان يمارسها طيلة حياته.
إنه كان يسر أيما سرور حينما كنت أريه ما يخرج من الطبع من ملازم موسوعته هذه، وربما تتناثر على خديه قطرات دموع الشوق الدالة على شدة فرحه لما خرج من أدلة آيات ولائه لأسياده السادة المعصومين عليهم السلام.
ويكفينا دليلا على أهمية هذه الموسوعة في نفسه، وصاياه المتكررة بإصدار مجلداتها تباعا والاهتمام بطبعها وإخراجها بالسرعة المتيسرة. فإنه - رضوان الله تعالى عليه - كان يؤكد هذه الوصية في كل مناسبة ويطلب منا أن نجعل ذلك في رأس قائمة الأعمال التي بدأها.
وعندما توفي السيد الوالد واجهتنا عدة مشاكل نتيجة لفقده المفاجئ (قده)، وكان أهمها المشكلة المالية التي سببت توقف كثير من الأعمال العلمية والحوزوية المدارة من قبله، ومنها العمل في هذه الموسوعة، فرؤي في المنام أنه يطلب التأكيد على الاستمرار في إخراج بقية مجلدات كتابه العظيم وعدم التوقف عنه بأي شكل ممكن.
هذه الرؤيا الصادقة حثتني على العود إلى السعي في تهيئة المقدمات اللازمة