وأنفسنا وأنفسكم) أي هلموا نجتمع ويدعو كل منا ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه إلى المباهلة، وفي صحيح مسلم لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسينا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي (ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) أي نتضرع إلى الله فنقول: اللهم العن الكاذب منا في شأن عيسى، فلما دعاهم إلى المباهلة امتنعوا وقبلوا بالجزية، عن ابن عباس أنه قال: لو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا. قال أبو حيان: وفي ترك النصارى الملاعنة لعلمهم بصدقه شاهد عظيم على صحة نبوته ثم قال تعالى: (إن هذا لهو القصص الحق) أي الذي قصصناه.
ومنهم العلامة صلاح الدين محمد بن شاكر الشافعي في (عيون التواريخ) (ج 1 ص 144 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال:
وأما نصارى نجران فإنهم أرسلوا العاقب والسيد في نفر منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرادوا مباهلته فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، فلما رأوهم قالوا: هذه وجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها، ولم يباهلوه وصالحوه على ألفي حلة ثمن كل حلة أربعون درهما، وعلى أن يضيفوا رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل لهم ذمة الله وعهده وشرط عليهم أن لا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به.
ومنهم العلامة محمد علي الأنسي في (الدرر واللآل) (ص 208 ط بيروت) قال:
ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره حديث دعوة وفد نجران للمباهلة وهو الذي قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى (فقل تعالوا ندع أبناءنا