حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ١٢
والصلابة والإنصاف، وصدق الإيمان، وحرارة الحياة، وهي صفات لو لم يثبتها جهاده السياسي والاجتماعي، لأثبتتها آثاره المتفجرة صفاء واعتدالا وصلابة وإنصافا وصدق إيمان وحرارة حياة.
يتناول موضوعا كتب فيه عشرات قبله، ويتناول موضوعا تناوله عشرات بعده، وتقرأه وتقرأ غيره، فتجده ينبض من ذاته الغنية السمحة في هذا الموضوع الذي حاوله غيره معاني تمتاز به.. بعمقه وصفائه، واعتداله وصلابته وبصدق إيمانه وحرارة حياته، وبجموحه على الابتذال: كل ابتذال، فلو عاشرته دهرا لم تسمع له شيئا ثم قرأت بعد دهر أثرا من آثاره بعيدا عنه وجدت بآثاره نفسه وإن تلفت فلم تجد توقيعه.
صدر الدين صحاب مدرسة، ولعلها في طليعة المدارس الأدبية الحرة المعاصرة. وإذا لقي بسبب صلابته عنتا من اضطهاد وحرمان وأكاد أقول وعقوق، فإنه في أمة من معناه وتصونه وأدبه، لا يضره في حقه من تحيف عليه وإنما يضر المتحيف نفسه، ثم أريد أن أعترف أن صدر الدين أبقى ما انحسرت عنه الثمانون من عمري. فهو كنز من قيم شتى كل قيمة منها ترجع بصاحبها على أمثالها في علم ودين ومروءة ونجدة ونضال وفن، فإن كان لي أن أتمنى على الله فأرجوه - عز اسمه - أن يثيب شيخوختي بتوفيق ولدي هذا لإتمام أشواطه صاعدة بعزائمه الإيمانية التي لا تحتاج الأمة شيئا كما تحتاج إليه، والله ولي التوفيق.
(١٢)
مفاتيح البحث: الضرر (1)، الصدق (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست