كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٢٣٢
واجبة أما على الله تعالى عندنا أو على الأمة عند آخرين وعلة وجوبها جواز الخطأ على المكلف وهو عدم العصمة، فإذا لم يكن الإمام معصوما إما أن يجب له إمام آخر أو لا، والأول يستلزم التسلسل أو الدور أو ينتهي إلى إمام معصوم، فيكون هو الإمام للاستغناء به من غير المعصوم وعدم الاستغناء عنه بغير المعصوم وعدم وجوب قبول قوله ووجوب قبول قول المعصوم فإمامة غير المعصوم تكون عبثا فتنتفي، والثاني يستلزم أحد الأمرين: أما إخلال الله تعالى بالواجب مع امتناعه وهو تناقض لتحقق علة الوجوب في الإمام مع عدم إمام له أو اجتماع كل الأمة على الخطأ حيث لم يجعلوا له إماما فأخلوا بالواجب لكن الأمة يستحيل اجتماعها على الخطأ وهو تناقض أيضا، وأما عدم كون ما فرض علة وهو تناقض وإن كان في غير الإمام يوجب الإمام، وبالإمام لا يوجبه لزم الترجيح من غير مرجح لتساويهما في علة الحاجة، وهذا أيضا راجع إلى كون ما ليس بعلة علة لأنه حينئذ لا يكون علة تامة، والدليل لا يتم بدونه، وإذا كان اجتماع الإمامة مع عدم العصمة في محل واحد مستلزما للمحال كان محالا، وأما ثبوت الأول فظاهر لتحقق الإمامة لإمام بعينه.
الرابع عشر: عدم عصمة الإمام مع عدم كونه تعالى ناقضا للغرض مما لا يجتمعان، والثاني ثابت فينتفي الأول بيان التنافي إن فائدة الإمام ارتفاع الخطأ والأمن منه ووثوق المكلف، فإذا لم يكن معصوما لم يثق المكلف به فلم يحصل له داع إلى قبول قوله، فإذا أوجب الله تعالى طاعة إمام لا يحصل منه الغرض كان ناقضا لغرضه، وإن كان معصوما ثبت عدم العصمة، وأما ثبوت الثاني فظاهر.
الخامس عشر: كلما لم يكن الله تعالى ناقضا للغرض كان الإمام معصوما والمقدم حق فالتالي مثله بيان الملازمة إن كل مانعة جمع تستلزم متصلة من عين أي كان ونقيض الآخر.
السادس عشر: كلما لم يكن الإمام معصوما كان الله تعالى ناقضا للغرض والتالي، باطل فالمقدم مثله بيان الملازمة أنه كلما لم يكن الإمام
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست