لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١٠١
غلبتك بالمفقئ والمعمى، وبيت المحتبي والخافقات قال: فخر الفرزدق في هذا البيت على جرير، لأن العرب كانت إذا كان لأحدهم ألف بعير فقأ عين بعير منها، فإذا تمت ألفان عماه وأعماه، فافتخر عليه بكثرة ماله، قال: والخافقات الرايات. ابن الأعرابي:
عما يعمو إذا خضع وذل. ومنه حديث ابن عمر: مثل المنافق مثل الشاة بين الربيضين، تعمو مرة إلى هذه ومرة إلى هذه، يريد أنها كانت تميل إلى هذه وإلى هذه، قال: والأعرف تعنو، التفسير للهروي في الغريبين، قال: ومنه قوله تعالى: مذبذبين بين ذلك.
والعما: الطول. يقال: ما أحسن عما هذا الرجل أي طوله.
وقال أبو العباس: سألت ابن الأعرابي عنه فعرفه، وقال: الأعماء الطوال من الناس.
وعماية: جبل من جبال هذيل. وعمايتان: جبلان معروفان.
* عنا: قال الله تعالى: وعنت الوجوه للحي القيوم. قال الفراء:
عنت الوجوه نصبت له وعملت له، وذكر أيضا أنه وضع المسلم يديه وجبهته وركبتيه إذا سجد وركع، وهو في معنى العربية أن تقول للرجل: عنوت لك خضعت لك وأطعتك، وعنوت للحق عنوا خضعت. قال ابن سيده: وقيل: كل خاضع لحق أو غيره عان، والاسم من كل ذلك العنوة.
والعنوة: القهر. وأخذته عنوة أي قسرا وقهرا، من باب أتيته عدوا. قال ابن سيده: ولا يطرد عند سيبويه، وقيل:
أخذه عنوة أي عن طاعة وعن غير طاعة. وفتحت هذه البلدة عنوة أي فتحت بالقتال، قوتل أهلها حتى غلبوا عليها، وفتحت البلدة الأخرى صلحا أي لم يغلبوا، ولكن صولحوا على خرج يؤدنه.
وفي حديث الفتح: أنه دخل مكة عنوة أي قهرا وغلبة. قال ابن الأثير: هو من عنا يعنو إذا ذل وخضع، والعنوة المرة منه، كأن المأخوذ بها يخضع ويذل. وأخذت البلاد عنوة بالقهر والإذلال. ابن الأعرابي: عنا يعنو إذا أخذ الشئ قهرا. وعنا يعنو عنوة فيهما إذا أخذ الشئ صلحا بإكرام ورفق. والعنوة أيضا: المودة. قال الأزهري: قولهم أخذت الشئ عنوة يكون غلبة، ويكون عن تسليم وطاعة ممن يؤخذ منه الشئ، وأنشد الفراء لكثير:
فما أخذوها عنوة عن مودة، ولكن ضرب المشرفي استقالها فهذا على معنى التسليم والطاعة بلا قتال. وقال الأخفش في قوله تعالى: وعنت الوجوه، استأسرت. قال: والعاني الأسير.
وقال أبو الهيثم: العاني الخاضع، والعاني العبد، والعاني السائل من ماء أو دم. يقال: عنت القربة تعنو إذا سال ماؤها، وفي المحكم: وعنت القربة بماء كثير تعنو، لم تحفظه فظهر، قال المتنخل الهذلي:
تعنو بمخروت له ناضح، ذو ريق يغذو، وذو شلشل ويروى: قاطر بدل ناضح. قال شمر: تعنو تسيل بمخروت أي من شق مخروت، والخرت: الشق في الشنة، والمخروت:
المشقوق، رواه ذو شلشل. قال الأزهري: معناه ذو قطران من
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست