خطأ، وفي رواية: في عمية في رميا تكون بينهم بالحجارة فهو خطأ، العميا، بالكسر والتشديد والقصر، فعيلى من العمى كالرميا من الرمي والخصيصى من التخصص، وهي مصادر، والمعنى أن يوجد بينهم قتيل يعمى أمره ولا يبين قاتله، فحكمه حكم قتيل الخطأ تجب فيه الدية. وفي الحديث الآخر: ينزو الشيطان بين الناس فيكون دما في عمياء في غير ضغينة أي في جهالة من غير حقد وعداوة، والعمياء تأنيث الأعمى، يريد بها الضلالة والجهالة. والعماية: الجهالة بالشئ، ومنه قوله:
تجلت عمايات الرجال عن الصبا وعماية الجاهلية: جهالتها. والأعماء: المجاهل، يجوز أن يكون واحدها عمى. وأعماء عامية على المبالغة، قال رؤبة:
وبلد عامية أعماؤه، كأن لون أرضه سماؤه يريد: ورب بلد. وقوله: عامية أعماؤه، أراد متناهية في العمى على حد قولهم ليل لائل، فكأنه قال أعماؤه عامية، فقدم وأخر، وقلما يأتون بهذا الضرب من المبالغ به إلا تابعا لما قبله كقولهم شغل شاغل وليل لائل، لكنه اضطر إلى ذلك فقدم وأخر. قال الأزهري: عامية دارسة، وأعماؤه مجاهله. بلد مجهل وعمى: لا يهتدى فيه.
والمعامي: الأرضون المجهولة، والواحدة معمية، قال: ولم أسمع لها بواحدة. والمعامي من الأرضين: الأغفال التي ليس بها أثر عمارة، وهي الأعماء أيضا. وفي الحديث: إن لنا المعامي، يريد الأراضي المجهولة الأغفال التي ليس بها أثر عمارة، واحدها معمى، وهو موضع العمى كالمجهل. وأرض عمياء وعامية ومكان أعمى: لا يهتدى فيه، قال: وأقرأني ابن الأعرابي:
وماء صرى عافي الثنايا كأنه، من الأجن، أبوال المخاض الضوارب عم شرك الأقطار بيني وبينه، مراري مخشي به الموت ناضب قال ابن الأعرابي: عم شرك كما يقال عم طريقا وعم مسلكا، يريد الطريق ليس بين الأثر، وأما الذي في حديث سلمان: سئل ما يجل لنا من ذمتنا؟ فقال: من عماك إلى هداك أي إذا ضللت طريقا أخذت منهم رجلا حتى يقفك على الطريق، وإنما رخص سلمان في ذلك لأن أهل الذمة كانوا صولحوا على ذلك وشرط عليهم، فأما إذا لم يشرط فلا يجوز إلا بالأجرة، وقوله: من ذمتنا أي من أهل ذمتنا.
ويقال: لقيته في عماية الصبح أي في ظلمته قبل أن أتبينه.
وفي حديث أبي ذر: أنه كان يغير على الصرم في عماية الصبح أي في بقية ظلمة الليل. ولقيته صكة عمي وصكة أعمى أي في أشد الهاجرة حرا، وذلك أن الظبي إذا اشتد عليه الحر طلب الكناس وقد برقت عينه من بياض الشمس ولمعانها، فيسدر بصره حتى يصك بنفسه الكناس لا يبصره، وقيل: هو أشد الهاجرة حرا، وقيل: حين كاد الحر يعمي من شدته، ولا يقال في البرد، وقيل: حين يقوم قائم الظهيرة، وقيل: نصف النهار في شدة الحر، وقيل: عمي الحر بعينه، وقيل: عمي رجل من عدوان كان