لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١١٢
لوجه عمله.
وحكي عن الفراء قال: يقال في فعل الجميع من عي عيوا، وأنشد لبعضهم:
يحدن عن كل حي، كأننا أخاريس عيوا بالسلام وبالنسب وقال آخر:
من الذين إذا قلنا حديثكم عيوا، وإن نحن حدثناهم شغبوا قال: وإذا سكن ما قبل الياء الأولى لم تدغم كقولك هو يعيي ويحيي. قال: ومن العرب من أذعم في مثل هذا، وأنشد لبعضهم:
فكأنها بين النساء سبيكة تمشي بسدة بيتها، فتعي وقال أبو إسحق النحوي: هذا غير جائز عند حذاق النحويين. وذكر أن البيت الذي استشهد به الفراء ليس بمعروف، قال الأزهري: والقياس ما قاله أبو إسحق وكلام العرب عليه وأجمع القراء على الإظهار في قوله يحيي ويميت. وحكي عن شمر: عييت بالأمر وعييته وأعيا علي ذلك وأعياني. وقال الليث: أعياني هذا الأمر أن أضبطه وعييت عنه، وقال غيره: عييت فلانا أعياه أي جهلته. وفلان يعياه أحد أي لا يجهله أحد، والأصل في ذلك أن لا تعيا عن الإخبار عنه إذا سئلت جهلا به، قال الراعي:
يسألن عنك ولا يعياك مسؤول أي لا يجهلك. وعيي في المنطق عيا: حصر. وأعيا الماشي: كل. وأعيا السير البعير ونحوه: أكله وطلحة. وإبل معايا: معيية. قال سيبويه: سألت الخليل عن معايا فقال: الوجه معاي، وهو المطرد، وكذلك قال يونس، وإنما قالوا معايا كما قالوا مدارى وصحارى وكانت مع الياء أثقل إذا كانت تستثقل وحدها. ورجل عياياء: عيي بالأمور. وفي الدعاء: عي له وشي، والنصب جائز.
والمعاياة: أن تأتي بكلام لا يهتدى له، وقال الجوهري: أن تأتي بشئ لا يهتدى له، وقد عاياه وعياه تعيية. والأعيية: ما عاييت به. وفحل عياء: لا يهتدي للضراب، وقيل: هو الذي لم يضرب ناقة قط، وكذلك الرجل الذي لا يضرب، والجمع أعياء، جمعوه على حذف الزائد حتى كأنهم كسروا فعلا كما قالوا حياء الناقة، والجمع أحياء. وفحل عياياء: كعياء، وكذلك الرجل. وفي حديث أم زرع: أن المرأة السادسة قالت زوجي عياياء طبافاء كل داء داء، قال أبو عبيد: العياياء من الإبل الذي لا يضرب ولا يلقح، وكذلك هو من الرجال، قال ابن الأثير في تفسيره: العياياء العنين الذي تعييه مباضعة النساء. قال الجوهري: ورجل عياياء إذا عي بالأمر والمنطق، وذكر الأزهري في ترجمة عبا:
كجبهة الشيخ العباء الثط وفسره بالعبام، وهو الجافي العيي، ثم قال: ولم أسمع العباء بمعنى العبام لغير الليث، قال: وأما الرجز فالرواية عنه:
كجبهة الشيخ العياء بالياء. يقال: شيخ عياء وعياياء، وهو العبام الذي لا حاجة له إلى النساء، قال: ومن قاله بالباء فقد صحف. وداء عياء: لا يبرأ منه، وقد أعياه
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست