لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٩٠
يقال: أعطاه ألفا ودينارا علاوة، وأعطاه ألفين وخمسمائة علاوة، وجمع العلاوة علاوى مثل هراوة وهراوى. وفي حديث معاوية: قال للبيد الشاعر كم عطاؤك؟
فقال: ألفان وخمسمائة، فقال: ما بال العلاوة بين الفودين؟
العلاوة: ما عولي فوق الحمل وزيد عليه، والفودان: العدلان.
ويقال: عل علاواك على الأحمال وعالها. والعلاوة: كل ما عليت به على البعير بعد تمام الوقر أو علقته عليه نحو السقاء والسفود، والجمع العلاوى مثل إداوة وأداوى.
والعلياء: رأس الجبل، وفي التهذيب: رأس كل جبل مشرف، وقيل: كل ما علا من الشئ، قال زهير:
تبصر خليلي، هل ترى من ظعائن تحملن بالعلياء، من فوق جرثم؟
والعلياء: السماء اسم لها، وليس بصفة، وأصله الواو إلا أنه شذ. والسماوات العلى: جمع السماء العليا، والثنايا العليا والثنايا السفلى. يقال للجماعة: عليا وسفلى، لتأنيث الجماعة، ومنه قوله تعالى: لنريك من آياتنا الكبرى، ولم يقل الكبر، وهو بمنزلة الأسماء الحسنى، وبمنزلة قوله تعالى: ولي فيها مآرب أخرى.
والعلياء: كل مكان مشرف، وفي شعر العباس يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم:
حتى احتوى بيتك المهيمن من خندف علياء، تحتها النطق قال: علياء اسم المكان المرتفع كاليفاع، وليست بتأنيث الأعلى لأنها جاءت منكرة، وفعلاء أفعل يلزمها التعريف. والعليا: اسم للمكان العالي، وللفعلة العالية على المثل، صارت الواو فيها ياء لأن فعلى إذا كانت اسما من ذوات الواو أبدلت واوه ياء، كما أبدلوا الواو مكان الياء في فعلى إذا كانت اسما فأدخلوها عليها في فعلى لتتكافآ في التغير، قال ابن سيده: هذا قول سيبويه.
ويقال: نزل فلان بعالية الوادي وسافلته، فعاليته حيث ينحدر الماء منه، وسافلته حيث ينصب إليه. وعلا حاجته واستعلاها:
ظهر عليها، وعلا قرنه واستعلاه كذلك. ورجل علو للرجال على مثال عدو، عن ابن الأعرابي، ولم يستثنها يعقوب في الأشياء التي حصرها كحسو وفسو، وكل من قهر رجلا أو عدوا فإنه يقال علاه واعتلاه واستعلاه، واستعلى عليه، واستعلى على الناس: غلبهم وقهرهم وعلاهم. قال الله عز وجل: وقد أفلح اليوم من استعلى، قال الليث: الفرس إذا بلغ الغاية في الرهان يقال قد استعلى على الغاية. وعلوت الرجل: غلبته، وعلوته بالسيف: ضربته.
والعلو: ارتفاع أصل البناء. وقالوا في النداء:
تعال أي اعل، ولا يستعمل في غير الأمر.
والتعالي: الارتفاع. قال الأزهري: تقول العرب في النداء للرجل تعال، بفتح اللام، وللاثنين تعاليا، وللرجال تعالوا، وللمرأة تعالي، وللنساء تعالين، ولا يبالون أين يكون المدعو في مكان أعلى من مكان الداعي أو مكان دونه، ولا يجوز أن يقال منه تعاليت ولا ينهى عنه. وتقول: تعاليت وإلى أي شئ أتعالى. وعلا بالأمر:
اضطلع به واستقل، قال كعب بن سعد الغنوي يخاطب ابنه علي بن كعب، وقيل هو لعلي بن عدي الغنوي المعروف بابن العرير:
(* قوله العرير هو هكذا في الأصل.)
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست