لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣١٠
نحوا وانتحاه، ونحو العربية منه، إنما هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره كالتثنية والجمع والتحقير والتكبير والإضافة والنسب وغير ذلك، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وإن لم يكن منهم، أو إن شذ بعضهم عنها رد به إليها، وهو في الأصل مصدر شائع أي نحوت نحوا كقولك قصدت قصدا، ثم خص به انتحاء هذا القبيل من العلم، كما أن الفقه في الأصل مصدر فقهت الشئ أي عرفته، ثم خص به علم الشريعة من التحليل والتحريم، وكما أن بيت الله عز وجل خص به الكعبة، وإن كانت البيوت كلها لله عز وجل، قال ابن سيده: وله نظائر في قصر ما كان شائعا في جنسه على أحد أنواعه، وقد استعملته العرب ظرفا، وأصله المصدر، وأنشد أبو الحسن: ترمي الأماعيز بمجمرات، بأرجل روح مجنبات يحدو بها كل فتى هيات، وهن نحو البيت عامدات والجمع أنحاء ونحو، قال سيبويه: شبهوها بعتو وهذا قليل. وفي بعض كلام العرب: إنكم لتنظرون في نحو كثيرة أي في ضروب من النحو، شبهها بعتو، والوجه في مثل هذه الواوات إذا جاءت في جمع الياء كقولهم في جمع ثدي ثدي وعصي وحقي. الجوهري: يقال نحوت نحوك أي قصدت قصدك. التهذيب: وبلغنا أن أبا الأسود الدؤلي وضع وجوه العربية وقال للناس انحوا نحوه فسمي نحوا.
ابن السكيت: نحا نحوه إذا قصده، ونحا الشئ ينهاه وينحوه إذا حرفه، ومنه سمي النحوي لأنه يحرف الكلام إلى وجوه الإعراب.
ابن بزرج: نحوت الشئ أممته أنحوه وأنحاه. ونحيت الشئ (* قوله ونحيت الشئ كذا في الأصل مضبوطا، وفي التهذيب: نحيت عن الشئ، بشد الحاء وزيادة عن.) ونحوته، وأنشد:
فلم يبق إلا أن ترى، في محله، رمادا نحت عنه السيول جنادله ورجل ناح من قوم نحاة: نحوي، وكأن هذا إنما هو على النسب كقولك تأمر ولابن. الليث: النحو القصد نحو الشئ.
وأنحى عليه وانتحى عليه إذا اعتمد عليه. ابن الأعرابي: أنحى ونحى وانتحى أي اعتمد على الشئ. وانتحى له وتنحى له:
اعتمد. وتنحى له بمعنى نحا له وانتحى، وأنشد:
تنحى له عمرو فشك ضلوعه بمدرنفق الخلجاء، والنقع ساطع وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: أنه رأى رجلا تنحى في سجوده فقال لا تشينن صورتك، قال شمر: الانتحاء في السجود الاعتماد على الجبهة والأنف حتى يؤثر فيهما ذلك. الأزهري في ترجمة ترح: ابن مناذر الترح الهبوط، (* قوله الترح الهبوط إلخ هذا الضبط هو الصواب كما ضبط في مادة ترح من التكملة، وتقدم ضبط الهبوط بالضم وانتحى بضم التاء في ترح من اللسان خطأ.)، وأنشد:
كأن جرس القتب المضبب، إذا انتحى بالترح المصوب قال: الانتحاء أن يسقط هكذا، وقال بيده، بعضها فوق بعض، وهو في السجود أن يسقط جبينه إلى الأرض ويشده ولا يعتمد على راحتيه ولكن يعتمد على جبينه، قال الأزهري: حكى شمر هذا عن عبد
(٣١٠)
مفاتيح البحث: السجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست