لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٠٥
فإلا تنلني من يزيد كرامة، أنج وأصبح من قرى الشام خاليا وقال أبو زبيد الطائي:
أم الليث فاستنجوا، وأين نجاؤكم؟ فهذا، ورب الراقصات، المزعفر ونجوت من كذا. والصدق منجاة. وأنجيت غيري ونجيته، وقرئ بهما قوله تعالى: فاليوم ننجيك ببدنك، المعنى ننجيك لا بفعل بل نهلكك، فأضمر قوله لا بفعل، قال ابن بري: قوله لا بفعل يريد أنه إذا نجا الإنسان ببدنه على الماء بلا فعل فإنه هالك، لأنه لم يفعل طفوه على الماء، وإنما يطفو على الماء حيا بفعله إذا كان حاذقا بالعوم، ونجاه الله وأنجاه. وفي التنزيل العزيز:
وكذلك ننجي المؤمنين، وأما قراءة من قرأ: وكذلك نجي المؤمنين، فليس على إقامة المصدر موضع الفاعل ونصب المفعول الصريح، لأنه على حذف أحد نوني تنجي، كما حذف ما بعد حرف المضارعة في قول الله عز وجل:
تذكرون، أي تتذكرون، ويشهد بذلك أيضا سكون لام نجي، ولو كان ماضيا لانفتحت اللام إلا في الضرورة، وعليه قول المثقب:
لمن ظعن تطالع من صنيب؟
فما خرجت من الوادي لحين (* قوله صنيب هو هكذا في الأصل والمحكم مضبوطا) أي تتطالع، فحذف الثانية على ما مضى، ونجوت به ونجوته، وقول الهذلي:
نجا عامر والنفس منه بشدقه، ولم ينج إلا جفن سيف ومئزرا أراد: إلا بجفن سيف، فحذف وأوصل. أبو العباس في قوله تعالى:
إنا منجوك وأهلك، أي نخلصك من العذاب وأهلك.
واستنجى منه حاجته: تخلصها، عن ابن الأعرابي. وانتجى متاعه: تخلصه وسلبه، عن ثعلب. ومعنى نجوت الشئ في اللغة: خلصته وألقيته.
والنجوة والنجاة: ما ارتفع من الأرض فلم يعله السيل فظننته نجاءك، والجمع نجاء. وقوله تعالى: فاليوم ننجيك ببدنك، أي نجعلك فوق نجوة من الأرض فنظهرك أو نلقيك عليها لتعرف، لأنه قال ببدنك ولم يقل بروحك، قال الزجاج: معناه نلقيك عريانا لتكون لمن خلفك عبرة. أبو زيد: والنجوة المكان المرتفع الذي تظن أنه نجاؤك. ابن شميل: يقال للوادي نجوة وللجبل نجوة، فأما نجوة الوادي فسنداه جميعا مستقيما ومستلقيا، كل سند نجوة، وكذلك هو من الأكمة، وكل سند مشرف لا يعلوه السيل فهو نجوة لأنه لا يكون فيه سيل أبدا، ونجوة الجبل منبت البقل. والنجاة: هي النجوة من الأرض لا يعلوها السيل، قال الشاعر:
فأصون عرضي أن ينال بنجوة، إن البري من الهناة سعيد وقال زهير بن أبي سلمى:
ألم تريا النعمان كان بنجوة، من الشر، لو أن امرأ كان ناجيا؟
ويقال: نجى فلان أرضه تنجية إذا كبسها مخافة الغرق. ابن الأعرابي: أنجى عرق، وأنجى إذا شلح، يقال للص مشلح لأنه يعري الإنسان من ثيابه. وأنجى: كشف الجل عن ظهر فرسه.
أبو حنيفة: المنجى الموضع الذي لا يبلغه السيل. والنجاء:
السرعة في السير، وقد نجا نجاء، ممدود،
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست