لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣١٤
قال الجوهري: هو شاذ لأنه جمع ما كان ممدودا مثل كساء وأكسية ، قال ابن سيده: وذهب قوم إلى أنه تكسير نادر، وقيل: جمع ندى على أنداء، وأنداء على نداء، ونداء على أندية كرداء وأردية، وقيل: لا يريد به أفعلة نحو أحمرة وأقفزة كما ذهب إليه الكافة، ولكن يجوز أن يريد أفعلة، بضم العين تأنيث أفعل، وجمع فعلا على أفعل كما قالوا أجبل وأزمن وأرسن، وأما محمد بن يزيد فذهب إلى أنه جمع ندي، وذلك أنهم يجتمعون في مجالسهم لقرى الأضياف.
وقد نديت ليلتنا ندى، فهي ندية، وكذلك الأرض، وأنداها المطر، قال:
أنداه يوم ماطر فطلا (* قوله فطلا كذا ضبط في الأصل بفتح الطاء، وضبط في بعض نسخ المحكم بضمها.) والمصدر الندوة. قال سيبويه: هو من باب الفتوة، فدل بهذا على أن هذا كله عنده ياء، كما أن واو الفتوة ياء. وقال ابن جني:
أما قولهم في فلان تكرم وندى، فالإمالة فيه تدل على أن لام الندوة ياء، وقولهم النداوة، الواو فيه بدل من ياء، وأصله نداية لما ذكرناه من الإمالة في الندى، ولكن الواو قلبت ياء لضرب من التوسع.
وفي حديث عذاب القبر: وجريدتي النخل لن يزال يخفف عنهما ما كان فيهما ندو، يريد نداوة، قال ابن الأثير: كذا جاء في مسند أحمد بن حنبل، وهو غريب، إنما يقال ندي الشئ فهو ند، وأرض ندية وفيها نداوة. والندى على وجوه: ندى الماء، وندى الخير، وندى الشر، وندى الصوت، وندى الحضر، وندى الدخنة، فأما ندى الماء فمنه المطر، يقال: أصابه ندى من طل، ويوم ندي وليلة ندية. والندى: ما أصابك من البلل. وندى الخير: هو المعروف. ويقال: أندى فلان علينا ندى كثيرا، وإن يده لندية بالمعروف، وقال أبو سعيد في قول القطامي:
لولا كتائب من عمرو يصول بها، أرديت يا خير من يندو له النادي قال: معناه من يحول له شخص أو يتعرض له شبح. تقول:
رميت ببصري فما ندى لي شئ أي ما تحرك لي شئ. ويقال: ما نديني من فلان شئ أكرهه أي ما بلني ولا أصابني، وما نديت كفي له بشر وما نديت بشئ تكرهه، قال النابغة:
ما إن نديت بشئ أنت تكرهه، إذا فلا رفعت صوتي إلي يدي (* رواية الديوان، وهي المعول عليها:
ما قلت من سئ مما أتيت به، * إذا فلا رفعت سوطي إلي يدي) وفي الحديث: من لقي الله ولم يتند من الدم الحرام بشئ دخل الجنة أي لم يصب منه شيئا ولم ينله منه شئ، فكأنه نالته نداوة الدم وبلله. وقال القتيبي: الندى المطر والبلل، وقيل للنبت ندى لأنه عن ندى المطر نبت، ثم قيل للشحم ندى لأنه عن ندى النبت يكون، واحتج بقول عمرو بن أحمر:
كثور العداب الفرد يضربه الندى، تعلى الندى في متنه وتحدرا أراد بالندى الأول الغيث والمطر، وبالندى الثاني الشحم، وشاهد الندى اسم النبات قول الشاعر:
يلس الندى، حتى كأن سراته.
غطاها دهان، أو ديابيج تاجر
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست