لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١١٨
لأن غديات القيظ أطول من عشياته، وعشيات الشتاء أطول من غدياته. والغدو: جمع غداة، نادرة. وأتيته غديانات، على غير قياس، كعشيانات، حكاهما سيبويه وقال: هما تصغير شاذ.
وغدا عليه غدوا وغدوا واغتدى: بكر. والاغتداء: الغدو.
وغاداه: باكره، وغدا عليه. والغدو: نقيض الرواح، وقد غدا يغدو غدوا. وقوله تعالى: بالغدو والآصال، أي بالغدوات فعبر بالفعل عن الوقت كما يقال: أتيتك طلوع الشمس أي في وقت طلوع الشمس. ويقال: غدا الرجل يغدو، فهو غاد.
وفي الحديث: لغدوة أو روحة في سبيل الله، الغدوة: المرة من الغدو، وهو سير أول النهار نقيض الرواح.
والغادية: السحابة التي تنشأ غدوة، وقيل لابنة الخس: ما أحسن شئ؟ قالت: أثر غادية في إثر سارية في ميثاء رابية، وقيل: الغادية السحابة تنشأ فتمطر غدوة، وجمعها غواد، وقيل:
الغادية سحابة تنشأ صباحا.
والغداء: الطعام بعينه، وهو خلاف العشاء. ابن سيده: الغداء طعام الغدوة، والجمع أغدية، عن ابن الأعرابي. أبو حنيفة:
الغداء رعي الإبل في أول النهار، وقد تغدت، وتغدى الرجل وغديته. ورجل غديان وامرأة غديا، على فعلى، وأصلها الواو ولكنها قلبت استحسانا، لا عن قوة علة، وغديته فتغدى، وإذا قيل لك: تغد، قلت: ما بي غداء، حكاه يعقوب. وتقول أيضا: ما بي من تغد، وقيل: لا يقال ما بي غداء (* قوله قلت ما بي غداء حكاه يعقوب هكذا في الأصل، وعبارة المحكم: قلت ما بي تغد ولا تقل ما بي غداه، حكاه يعقوب.) ولا عشاء لأنه الطعام بعينه، وإذا قيل لك ادن فكل قلت ما بي أكل، بالفتح. وفي حديث السحور: قال هلم إلى الغداء المبارك، قال: الغداء الطعام الذي يؤكل أول النهار، فسمي السحور غداء لأنه للصائم بمنزلته للمفطر، ومنه حديث ابن عباس: كنت أتغدى عند عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في رمضان أي أتسحر. ويقال: غدي الرجل يغدى، فهو غديان وامرأة غديانة، وعشي الرجل يعشى فهو عشيان وامرأة عشيانة بمعنى تغدى وتعشى. وما ترك من أبيه مغدى ولا مراحا، ومغداة ولا مراحة أي شبها، حكاهما الفارسي.
والغدوي: كل ما في بطون الحوامل، وقوم يجعلونه في الشتاء خاصة. والغدوي: أن يباع البعير أو غيره بما يضرب الفحل، وقيل: هو أن تباع الشاة بنتاج ما نزا به الكبش ذلك العام، قال الفرزدق:
ومهور نسوتهم، إذا ما أنكحوا، غدوي كل هبنقع تنبال قال ابن سيده: والمحفوظ عند أبي عبيد الغذوي، بالذال المعجمة.
وقال شمر: قال بعضهم هو الغذوي، بالذال المعجمة، في بيت الفرزدق، ثم قال: ويروى عن أبي عبيدة أنه قال كل ما في بطون الحوامل غدوي من الإبل والشاء، وفي لغة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما في بطون الشاء خاصة، وأنشد أبو عبيدة:
أرجو أبا طلق بحسن ظني، كالغدوي يرتجى أن يغني
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست