لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١٠٧
والمعنى: جمل كان أهل الجاهلية ينزعون سناسن فقرته ويعقرون سنامه لئلا يركب ولا ينتفع بظهره. قال الليث:
كان أهل الجاهلية إذا بلغت إبل الرجل مائة عمدوا إلى البعير الذي أمأت به إبله فأغلقوا ظهره لئلا يركب ولا ينتفع بظهره، ليعرف أن صاحبها ممئ، وإغلاق ظهره أن ينزع منه سناسن من فقرته ويعقر سنامه، قال ابن سيده: وهذا يجوز أن يكون من العناء الذي هو التعب، فهو بذلك من المعتل بالياء، ويجوز أن يكون من الحبس عن التصرف فهو على هذا من المعتل بالواو، وقال في قول الفرزدق:
غلبتك بالمفقئ والمعني، وبيت المحتبي والخافقات يقول: غلبتك بأربع قصائد منها المفقئ، وهو بيته:
فلست، ولو فقأت عينك، واجدا أبا لك، إن عد المساعي، كدارم قال: وأراد بالمعني قوله تعنى في بيته:
تعنى يا جرير، لغير شئ، وقد ذهب القصائد للرواة فكيف ترد ما بعمان منها، وما بجبال مصر مشهرات؟
قال الجوهري: ومنها قوله:
فإنك، إذ تسعى لتدرك دارما، لأنت المعنى يا جرير، المكلف وأراد بالمحتبي قوله:
بيتا زرارة محتب بفنائه، ومجاشع وأبو الفوارس نهشل لا يحتبي بفناء بيتك مثلهم أبدا، إذا عد الفعال الأفضل وأراد بالخافقات قوله:
وأين يقضي المالكان أمورها بحق، وأين الخافقات اللوامع؟
أخذنا بآفاق السماء عليكم، لنا قمراها والنجوم الطوالع * عها: حكى أبو منصور الأزهري في ترجمة عوه عن أبي عدنان عن بعضهم قال: العفو والعهو جميعا الجحش، قال: ووجدت لأبي وجزة السعدي بيتا في العهو:
قربن كل صلخدى محنق قطم عهو، له ثبج، بالني، مضبور وقيل: هو جمل عهو نبيل الثبج لطيفه، وهو شديد مع ذلك، قال الأزهري: كأنه شبه الجمل به لخفته.
* عوي: العوي: الذئب. عوى الكلب والذئب يعوي عيا وعواء وعوة وعوية، كلاهما نادر: لوى خطمه ثم صوت، وقيل:
مد صوته ولم يفصح. واعتوى: كعوى، قال جرير:
ألا إنما العكلي كلب، فقل له، إذا ما اعتوى: إخسأ وألق له عرقا وكذلك الأسد. الأزهري: عوت الكلاب والسباع تعوي عواء، وهو صوت تمده وليس بنبح، وقال أبو الجراح: الذئب يعوي،
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست