لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١٠٩
وعوى الشئ عيا واعتواه: عطفه، قال:
فلما جرى أدركنه فاعتوينه عن الغاية الكرمي، وهن قعود وعوى القوس: عطفها.
وعوى رأس الناقة فانعوى: عاجه. وعوت الناقة البرة عيا إذا لوتها بخطمها، قال رؤبة:
إذا مطونا نقضة أو نقضا، تعوي البرى مستوفضات وفضا وعوى القوم صدور ركابهم وعووها إذا عطفوها. وفي الحديث:
أن أنيفا سأله عن نحر الإبل فأمره أن يعوي رؤوسها أي يعطفها إلى أحد شقيها لتبرز اللبة، وهي المنحر.
والعي: اللي والعطف. قال الجوهري: وعويت الشعر والحبل عيا وعويته تعوية لويته، قال الشاعر:
وكأنها، لما عويت قرونها، أدماء ساوقها أغر نجيب واستعويته أنا إذا طلبت منه ذلك. وكل ما عطف من حبل ونحوه فقد عواه عيا، وقيل: العي أشد من اللي. الأزهري:
عويت الحبل إذا لويته، والمصدر العي. والعي في كل شئ:
اللي. وعفت يده وعواها إذا لواها. وقال أبو العميثل:
عويت الشئ عيا إذا أملته. وقال الفراء: عويت العمامة عية ولويتها لية. وعوى الرجل: بلغ الثلاثين فقويت يده فعوى يد غيره أي لواها ليا شديدا.
وفي حديث المسلم قاتل المشرك الذي سب النبي، صلى الله عليه وسلم: فتعاوى المشركون عليه حتى قتلوه أي تعاونوا وتساعدوا، ويروى بالغين المعجمة وهو بمعناه.
الأزهري: العوا اسم نجم، مقصور، يكتب بالألف، قال: وهي مؤنثة من أنواء البرد، قال ساجع العرب: إذا طلعت العواء وجثم الشتاء طاب الصلاء، وقال ابن كناسة: هي أربعة كواكب ثلاثة مثقاة متفرقة، والرابع قريب منها كأنه من الناحية الشامية، وبه سميت العواء كأنه يعوي إليها من عواء الذئب، قال: وهو من قولك عويت الثوب إذا لويته كأنه يعوي لما انفرد. قال: والعواء في الحساب يمانية، وجاءت مؤنثة عن العرب، قال: ومنهم من يقول أول اليمانية السماك الرامح، ولا يجعل العواء يمانية للكوكب الفرد الذي في الناحية الشامية. وقال أبو زيد: العواء ممدودة، والجوزاء ممدودة، والشعرى مقصور. وقال شمر: العواء خمسة كواكب كأنها كتابة ألف أعلاها أخفاها، ويقال: كأنها نون، وتدعى وركي الأسد وعرقوب الأسد، والعرب لا تكثر ذكر نوئها لأن السماك قد استغرقها، وهو أشهر منها، وطلوعها لاثنتين وعشرين ليلة من أيلول، وسقوطها لاثنتين وعشرين ليلة تخلو من أذار، وقال الحصيني في قصيدته التي يذكر فيها المنازل:
وانتثرت عواؤه تناثر العقد انقطع ومن سجعهم فيها: إذا طلعت العواء ضرب الخباء وطاب الهواء وكره العراء وشثن السقاء. قال الأزهري: من قصر العوا شبهها باست الكلب، ومن مدها جعلها تعوي كما يعوي الكلب،
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست