لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٢٩٠
السلامة من جميع الآفات. الجوهري: ولسالم، بالكسر، السلام، وقال:
وقفنا فقلنا: إيه سمل! فسلمت، فما كان إلا ومؤها بالحواجب قال ابن بري: والذي رواه القناني:
فقلنا: السلام، فاتقت من أيسرها، وما كان إلا ومؤها بالحواجب وفي حديث التسليم: قل السلام عليك فإن عليك اسلام تحية الموتى، قال: هذه إشارة إلى ما جرت به عادتهم في المرائي، كانوا يقدمون ضمير الميت على الدعاء له كقوله:
عليك سلام من أمير، وباركت يد الله في ذلك الأديم الممزق وكقول الاخر:
عليك سلام الله، قيس بن عاصم، ورحمته ما شاء أن يترحما قال: وإنما فعلوا ذلك لان السلام على القوم يتوقع الجواب وأن يقال له عليك السلام، فلما كان الميت لا يتوقع منه جواب جعلوا السلام عليه كالجواب، وقيل: أراد بالموتى كفار الجاهلية، وهذا في الدعاء بالخير والمدح، وأما الشر والذم فيقدم الضمير كقوله تعالى: وإن عليك لعنتي، وكقوله:
عليهم دائرة السوء. والسنة لا تختلف في تحية الأموات والاحياء، ويشهد له الحديث الصحيح:
أنه كان إذا دخل القبور قال سلام عليكم دار قوم مؤمنين.
والتسليم: مشتق من اسلام اسم الله تعالى لسلامته من العيب والنقص، وقيل: معناه أن الله مطلع عليكم فلا تغفلوا، وقيل: معناه اسم اسلام عليك، إذ كمان اسم الله تعالى يذكر على الاعمال توقعا لاجتماع معاني الخيرات فيه، وانتفاء عوارض الفساد عنه، وقيل:
معناه سلمت مني فاجعلني أسلم منك من السلامة بمعنى السلام. ويقال: السلام عليكم، وسلام عليكم، وسلام، بحذف عليكم، ولم يرد في القرآن غالبا إلا منكرا كقوله تعالى:
سلام عليكم بما صبرتم، فأما في تشهد الصلاة فيقال فيه معرفا ومنكرا، والظاهر الأكثر من مذهب الشافعي أنه اختار التنكير، قال: وأما في السلام الذي يخرج به من الصلاة فروى الربيع عنه أنه قال: لا يكفيه إلا معرفا، فإنه قال: أقل ما يكفيه أن يقول اسلام عليكم، فأن نقص من هذا حرفا عاد فسلم، ووجهه أن يكون أراد بالسلام اسم الله، فلم يجز حذف الألف واللام منه، وكانوا يستحسنون أن يقولوا في الأول سلام عليكم وفي الاخر السلام عليكم، وتكون الألف واللام للعهد، يعني السلام الأول. وفي حديث عمران بن حصين: كان يسلم علي حتى اكتويت، يعني أن الملائكة كانت تسلم عليه فلما اكتوى بسبب مرضه تركوا السلام عليه، لان الكي يقدح في التوكل والتسليم إلى الله والصبر على ما يبتلى به العبد وطلب الشفاء من عنده، وليس ذلك قادحا في جواز الكي، ولكنه قادح في التوكل، وهي درجة عالية وراء مباشرة الأسباب.
والسلام: السلامة. والسلام: الله عز وجل، اسم من أسمائه لسلامته من النقص والعيب والفناء، حكاه اين قتيبة، وقيل: معناه أنه سلم مما يلحق الغير من آفات الغير والفناء، أنه الباقي الدائم الذي تفنى الخلق ولا يفنى، وهو على كل شئ قدير.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»
الفهرست