لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٢٩١
والسلام في الأصل: السلامة، يقال:
سلم يسلم سلاما وسلامة، ومنه قيل للجنة: دار السلام لأنها دار السلامة من الآفات وروى يحيى بن جابر أن أبا بكر قال: السلام أمان الله في الأرض. وقوله تعالى: لهم دار السلام عند ربهم، قال بعضهم:
السلام ههنا الله ودليله السلام المؤمن المهيمن، وقال الزجاج: سميت دار السلام لأنها دار السلامة الدائمة التي لا تنقطع ولا تفنى: وهي دار السلامة من الموت والهرم والاسقام: وقال أبو إسحق: أي للمؤمنين مدار السلام، وقال: دار السلام الجنة لأنها دار الله عز وجل فأضيفت إليه تفخيما لها، كما قيل للخليفة عبد الله، وقد سلم عليه. وتتقول: سلم فلان من الآفات سلامة وسلمه الله منها. وفي الحديث: ثلاثة كلهم ضامن على الله أحدهم من يدخل بيته بسلام، قال ابن الأثير: أراد أن يلزم بيته طالبا للسلامة من الفتن ورغبة في العر = زلة، وقيل: أراد أنه إذا دخل سلام، قال: والأول الوجه. وسلم من المر سلامة: نجا. وقوله عز وجل: والسلام على من اتبع الهدى، معناه أن من اتبع هدى الله سلم من عذابه وسخطه، والدليل على أنه ليس بسلام أنه ليس ابتداء لقاء وخطاب.
والسلام: الاسم من التسليم. وقوله تعالى: فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة (الآية)، ذكر محمد بن يزيد أن السلام في لغة العرب أربعة أشياء، فمنها سلمت سلاما مصدر سلمت، ومنها السلام جمع سلامة، ومنها السلام اسم من أسماء الله تعالى، ومنا السلام شجر، ومعنى السلام الذي هو مصدر سلمت أنه دعاء للانسان بأن يسلم من الآفات في دينه ونفسه، وتأويله التخليص، قال: وتأويل السلام اسم الله أنه ذو السلام الذي يملك السلام أي يخلص من المكروه.
ابن الاعرابي: السلام الله، والسلام السلامة، والسلامة الدعاء. ودار السلام: دار الله عزو جل.
والسالم في العروض: كل جزء يجوز فيه الزحاف فيسلم منه كسلامة الجزء من القبض والكف وما أشبهه. ورجل سليم: سالم، والجمع سلماء.
وقوله تعالى: إلا من أتى الله بقلب سليم، أي سلم من الكفر. وقال أبو إسحق في قوله عزو جل ورجلا سلما لرجل: وقرئ ورجلا سالما لرجل: فمن قرأ سلما وسلما فهما مصدران وصف بهما على معنى وجلا ذا سلم لرجل وذا سلم لرجل، والمعنى أن من وحد الله مثله مثل السالم لرجل لا يشركه فيه غيره، ومثل الذي أشرك الله مثل صاحب الشركاء المتشاكسين. واسلام: البراءة من العيوب في قول أمية، وقرئ: ورجلا سملا، قال ابن بري يعني قول أمية:
سلامك ربنا في كل فجز بريئا ما تعنتك الذموم الذموم: العيوب أي ما تلزق بك ولا تنتسب إليك.
وسلمه الله من الامر: وقاه إياه. ابن بزرج: يقال كنت راعي إبل فأسلمت عنها أي تركتها. كل ضيعة أو شئ تركته وقد كنت فيه فقد أسلمت عنه. وقال ابن السكيت: لا بذي تسلم ما كان كذا وكذا، وللاثنين: لا بذي ي تسلمان، وللجماعة، لا بذي تسلمون، وللمؤنث: لا بذ ي تسلمين، وللجماعة، لا بري تسلمن، والتأويل، لا والله الذي يسلمك ما كان كذا وكذا.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست