لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٢٩٥
منها، ويروى: مسلما، بكسر اللام، قال:
والفتح أشبه لأنه لم يقل فيها سوءا. وقوله تعالى:
يحكم بها النبيون الذين أسلموا، فسره ثعلب فقال: كل نبي بعث بالاسلام غير أن الشرائع تختلف، وقوله عز وجل: واجعلنا مسلمين لك، أراد مخلصين لك فعاده باللام إذ كان في معناه.
وكان فلان كافرا ثم تسلم أي أسلم، وكان كافرا ثم هو اليوم مسلمة يا هذا. وقوله عز وجل:
ادخلوا في السلم كافة، قال: عنى به الاسلام وشرائعه كلها، وقرأ أبو عمرو: ادخلوا في السلم كافة، يذهب بمعناها إلى السلام. والسلم:
الاسلام (1)، قال الأحوص:
فذادوا عدو السلم عن عقر دارهم، وأرسوا عمود الدين بعد التمايل ومثله قول امرئ القيس بن عابس:
فلست مبدلا بالله ربا، ولا مستبدلا بالسلام دينا ومثله قول أخي كندة:
دعوت عشيرتي للسلم لما رأيتهم تولوا مدبرينا والسلم: السلام. والسلم: الاستخذاء والانقياد والاستسلام. وقوله تعالى: ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا، وقرئت: السلام، بالألف، فأما السلام فيجوز أن يكون من التسليم، ويجوز أن يكون بمعنى السلم، وهو الاستسلام وإلقاء القادة إلى إرادة المسلمين. وأخذه سلما:
أسره من غير حرب. وحكى ابن الاعرابي: أخذه سلما أي جاء به منقادا لم يمتنع، وإن كان جريحا.
وتسلمه مني: قبضه. وسلمت إليه الشئ فتسلمه أي أخذه. والتسليم: بذل الرضا بالحكم.
والتسليم: السلام. والسلم، بالتحريك: السلف، وأسلم في الشئ وسلم وأسلف بمعنى واحد، والاسم السلم. وكان راعي غنم ثم أسلم أي تركها، كذا جاء، أسلم هنا غير متعد. وفي حديث خزيمة: من تسلم في شئ فلا يصرفه إلى غيره. يقال: أسلم وسمل إذا أسلف وهو أن تعطي ذهبا وفضة في سلعة معلومة إلى أمد معلوم فكأنك قد أسلمت الثمن إلى صاحب السلعة وسلمته إليه، ومعنى الحديث أن يسلف مثلا في بر فيعطيه المستفل غيره من جنس آخر، فلا يجوز له أن يأخذه، قال القتيبي: بلم أسمع تفعل من السلام، إذا دفع، إلا في هذا. وفي حديث ابن عمر:
كان يكره أن يقال السلم بمعنى السلف، ويقول الاسلام لله عزو جل، كأنه ضن بالاسم (1) الذي هو موضع الطاعة والانقياد لله عز وجل عن أن يسمى به غيره، وأن يستعمل في غير طاعة ويذهب به إلى معنى السلف، قال ابن الأثير: وهذا من الاخلاص باب لطيف المسلك. الجوهري: أسلم الرجل في الطعام أي أسلف فيه، وأسلم أمره لله أي سلم، وأسلم أي دخل في السلم، وهو الاستسلام، وأسلم من الاسلام. وأسلمه أي خذله. والسلم:
الدلو التي لها عروة واحدة، مذكر نحو دلو السقائين، قال ابن بري: صوابه لها عرقوة واحدة

(1) قوله (والسلم الاسلام) أي بالفتح والكسر كما في البيضاوي، فالذي تحصل أنه بهما بمعنى الاستسلام والصلح والاسلام.
(1) قوله (كأنه ضن بالاسم) أي الذي هو السلم وقوله الذي هو موضع الطاعة والانقياد لان السلم اسم من الاسلام بمعنى الاذعان والانقياد فكره أن يستعمل في غير طاعة الله وإن كان يذهب به مستعمله إلى معنى السلف الذي ليس من الاستسلام.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست