لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٢٩٣
والسلم، المسالم. تقول: أنا سلم لمن سالمني، وقوم سلم وسلم: مسالمون وكذلك امرأة سلم وسلم. وتسالموا: تصالحوا.
وفلان كذاب لا تساير خيلاه فلا تسالم خيلاه أي لا يصدق فيقبل منه: والخيل إذا تسالمت تسايرت لا يهيج بعضها بعضا، وقال رجل من محارب:
ولا تساير خيلاه، إذا التقيا، ولا يقدع عن باب إذا وردا ويقال: لا يصدق أثره يكذب من أين جاز.
وقال الفراء، فلان لا يرد عن باب ولا يعوج عنه.
والسمل: الاستسلام. والتسالم: والتصالح.
والمسالمة: الصالحة. وفى حديث الحديبية:
أنه أخذ ثمانين من أهل مكة سلما، قال ابن الأثير:
يروى بكسر السين وفتحها، وهما لغتان للصلح، وهو المراد في الحديث على ما فسره الحميدي في غريبته، وقال الخطابي، إنه السلم، بفتح السين والسلام، يريد الاستسلام والاذعان كقوله تعالى: وألقوا إليكم السلم، أي الانقياد، وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع، قال: وهذا هو الأشبه بالقضية، فإنهم لم يؤخذوا عن صلح، وإنما أخذوا قهرا وأسلموا أنفسهم عجزا، إنما لما عجزوا عن دفعهم أو النجاة منهم رضوا أن يؤخذوا أسرى ولا يقتلوا، فكأنهم قد صولحوا على ذلك، فسمي الانقياد صلحا، وهو السلم، ومنه كتابه بين قريش والأنصار: وإن سلم المؤمنين واحد لا يسالم مؤمن دون مؤمن أي لا يصالح واحد دون أصحابه، وإنما يقع الصلح بينهم وبين عدوهم باجتماع ملئهم على ذلك، قال: ومن الأول حديث أبي قتادة (1) لا تينك برجل سلم أي أسير لأنه استسلم وانقاد. واستسلم أي انقاد (2). ومنه الحديث: أسلم سالمها الله، هو من المسالمة وترك الحرب، ويحتمل أن يكون دعاء وإخبارا، إما دعاء لها أن يسالمها الله ولا يأمر بحربها، أو أخبر أن الله قد سالمها ومنع من حربها. والسلام: الاستسلام، وحكى السلم والسلم الاستسلام وضد الحرب أيضا، قال:
أنائل، إنني سلم لأهلك، فاقبلي سلمي!
وفي التنزيل العزيز: ورجلا سلما لرجل، وقلب سليم أي سلالم.
والاسلام والاستسلام: الانقياد والإسلام من الشريعة: إظهار الخضوع وإظهار الشريعة والتزام ما أتى به النبي، صلى الله عليه وسلم، وبذلك يحقن الدم ويستدفع المكروه، وما أحسن ما اختصر ثعلب ذلك فقال: الاسلام باللسان والايمان بالقلب.
التهذيب: وأما الاسلام فإن أبا بكر محمد بن بشار قال: يقال فلان مسلم وفيه قولان: أحدهما هو المتسلم لامر الله، والثاني هو الخلص الله العبادة، من قولهم سلم الشئ لفلان أي خلصه، وسلم له الشئ أي خلص له. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، قال الأزهري: فمعناه

(١) قوله (من الأول حديث أبي قتادة الخ) كذا هو بالأصل والنهاية وبهذا الضبط.
(٢) قوله (واستسلم أي انقاد) كذا بالأصل وهو ساقط من عبارة النهاية. وقوله (ومنه الحديث أسلم الخ) كذا بالأصل، وعبارة النهاية: وفيه أسلم الخ.
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»
الفهرست