لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٢٤٦
أكرهه.
والرغم: الذلة. ابن الأعرابي: الرغم التراب، والرغم الذل، والرغم القسر (* قوله والرغم القسر كذا هو بالسين المهملة في الأصل، والذي في التهذيب والتكملة: القشر بالشين المعجمة). قال: وفي الحديث وإن رغم أنفه أي ذل، رواه بفتح الغين، وقال ابن شميل: على رغم من رغم، بالفتح أيضا. وفي حديث معقل بن يسار: رغم أنفي لأمر الله أي ذل وانقاد. ورغم أنفي لله رغما ورغم يرغم ويرغم ورغم، الأخيرة عن الهجري، كله: ذل عن كره، وأرغمه الذل. وفي الحديث:
إذا صلى أحدكم فليلزم جبهته وأنفه الأرض حتى يخرج منه الرغم، معناه حتى يخضع ويذل ويخرج منه كبر الشيطان، وتقول: فعلت ذلك على الرغم من أنفه. ورغم فلان، بالفتح، إذا لم يقدر على الانتصاف، وهو يرغم رغما، وبهذا المعنى رغم أنفه.
والمرغم والمرغم: الأنف، وهو المرسن والمخطم والمعطس، قال الفرزدق يهجو جريرا:
تبكي المراغة بالرغام على ابنها، والناهقات يهجن بالإعوال وفي الحديث: أنه، عليه السلام، قال: رغم أنفه ثلاثا، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه أو أحدهما حيا ولم يدخل الجنة.
يقال: أرغم الله أنفه أي ألزقه بالرغام، وهو التراب، هذا هو الأصل، ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف والانقياد على كره. وفي الحديث: وإن رغم أنف أبي الدرداء أي وإن ذل، وقيل: وإن كره. وفي حديث سجدتي السهو: كانتا ترغيما للشيطان. وفي حديث أسماء: إن أمي قدمت علي راغمة مشركة أفأصلها؟ قال: نعم، لما كان العاجز الذليل لا يخلو من غضب، قالوا: ترغم إذا غضب، وراغمة أي غاضبة، تريد أنها قدمت علي غضبى لإسلامي وهجرتي متسخطة لأمري أو كارهة مجيئها إلي لولا مسيس الحاجة، وقيل: هاربة من قومها من قوله تعالى: يجد في الأرض مراغما كثيرا، أي مهربا ومتسعا، ومنه الحديث: إن السقط ليراغم ربه إن أدخل أبويه النار أي يغاضبه. وفي حديث الشاة السمومة: فلما أرغم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أرغم بشر بن البراء ما في فيه أي ألقى اللقمة من فيه في التراب. ورغم فلان أنفه: خضع. وأرغمه: حمله على ما لا يقدر أن يمتنع منه. ورغمه: قال له رغما ودغما، وهو راغم داغم، ولأفعلن ذلك رغما وهوانا، نصبه على إضمار الفعل المتروك إظهاره. ورجل راغم داغم: اتباع، وقد أرغمه الله وأدغمه، وقيل: أرغمه أسخطه، وأدغمه، بالدال: سوده.
وشاة رغماء: على طرف أنفها بياض أو لون يخالف سائر بدنها.
وامرأة مرغامة: مغضبة لبعلها، وفي الخبر: قال بينا عمر بن الخطاب، رحمه الله، يطوف بالبيت إذ رأى رجلا يطوف وعلى عنقه مثل المهاة وهو يقول:
عدت لهذي جملا ذلولا، موطأ أتبع السهولا، أعدلها بالكف أن تميلا، أحذر أن تسقط أو تزولا، أرجو بذاك نائلا جزيلا فقال له عمر: يا عبد الله من هذه التي وهبت لها حجك؟ قال: امرأتي، يا أمير المؤمنين إنها حمقاء مرغامة، أكول قامة، ما تبقى لها خامة قال:
ما لك لا
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست