لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ١٢٦
أحدهم صاحبه، فإن مس الداخل الخارج فلم يضبطه الداخل قيل للداخل: حرم وأحرم الخارج الداخل، وإن ضبطه الداخل فقد حرم الخارج وأحرمه الداخل. وحرم الرجل حرما: لج ومحك. وحرمت المعزى وغيرها من ذوات الظلف حراما واستحرمت: أرادت الفحل، وما أبين حرمتها، وهي حرمي، وجمعها حرام وحرامى، كسر على ما يكسر عليه فعلى التي لها فعلان نحو عجلان وعجلى وغرثان وغرثى، والاسم الحرمة والحرمة، الأول عن اللحياني، وكذلك الذئبة والكلبة وأكثرها في الغنم، وقد حكي ذلك في الإبل. وجاء في بعض الحديث: الذين تقوم عليهم الساعة تسلط عليهم الحرمة أي الغلمة ويسلبون الحياء، فاستعمل في ذكور الأناسي، وقيل: الإستحرام لكل ذات ظلف خاصة. والحرمة، بالكسر: الغلمة. قال ابن الأثير: وكأنها بغير الآدمي من الحيوان أخص.
وقوله في حديث آدم، عليه السلام: إنه استحرم بعد موت ابنه مائة سنة لم يضحك، هو من قولهم: أحرم الرجل إذا دخل في حرمة لا تهتك، قال: وليس من استحرام الشاة. الجوهري: والحرمة في الشاء كالضبعة في النوق، والحناء في النعاج، وهو شهوة البضاع، يقال:
استحرمت الشاة وكل أنثى من ذوات الظلف خاصة إذا اشتهت الفحل. وقال الأموي: استحرمت الذئبة والكلبة إذا أرادت الفحل. وشاة حرمي وشياه حرام وحرامى مثل عجال وعجالى، كأنه لو قيل لمذكره لقيل حرمان، قال ابن بري: فعلى مؤنثة فعلان قد تجمع على فعالى وفعال نحو عجالى وعجال، وأما شاة حرمي فإنها، وإن لم يستعمل لها مذكر، فإنها بمنزلة ما قد استعمل لأن قياس المذكر منه حرمان، فلذلك قالوا في جمعه حرامى وحرام، كما قالوا عجالى وعجال.
والمحرم من الإبل مثل العرضي: وهو الذلول الوسط (* قوله وهو الذلول الوسط ضبطت الطاء في القاموس بضمة، وفي نسختين من المحكم بكسرها ولعله أقرب للصواب) الصعب التصرف حين تصرفه. وناقة محرمة: لم ترض، قال الأزهري: سمعت العرب تقول ناقة محرمة الظهر إذا كانت صعبة لم ترض ولم تذلل، وفي الصحاح: ناقة محرمة أي لم تتم رياضتها بعد. وفي حديث عائشة: إنه أراد البداوة فأرسل إلي ناقة محرمة، هي التي لم تركب ولم تذلل.
والمحرم من الجلود: ما لم يدبغ أو دبغ فلم يتمرن ولم يبالغ، وجلد محرم: لم تتم دباغته. وسوط محرم: جديد لم يلين بعد، قال الأعشى:
ترى عينها صغواء في جنب غرزها، تراقب كفي والقطيع المحرما وفي التهذيب: في جنب موقها تحاذر كفي، أراد بالقطيع سوطه. قال الأزهري: وقد رأيت العرب يسوون سياطهم من جلود الإبل التي لم تدبغ، يأخذون الشريحة العريضة فيقطعون منها سيورا عراضا ويدفنونها في الثرى، فإذا نديت ولانت جعلوا منها أربع قوى، ثم فتلوها ثم علقوها من شعبي خشبة يركزونها في الأرض فتقلها من الأرض ممدودة وقد أثقلوها حتى تيبس.
وقوله تعالى: وحرم على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون، روى قتادة عن ابن عباس: معناه واجب عليها إذا هلكت أن لا ترجع إلى دنياها، وقال أبو معاذ النحوي: بلغني عن ابن عباس أنه قرأها وحرم على قرية أي وجب عليها، قال: وحدثت
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست