لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ١٢٥
كأنه إذا أصابهم الغيث أو أصاب الغيث بلادهم فأعشبت، وأنشده مرة أخرى:
إذا شربوا بالغيث والمكافل: المجاور المحالف، والكفيل من هذا أخذ.
وحرمة الرجل: حرمه وأهله. وحرم الرجل وحريمه: ما يقاتل عنه ويحميه، فجمع الحرم أحرام، وجمع الحريم حرم. وفلان محرم بنا أي في حريمنا. تقول: فلان له حرمة أي تحرم بنا بصحبة أو بحق وذمة. الأزهري: والحريم قصبة الدار، والحريم فناء المسجد. وحكي عن ابن واصل الكلابي:
حريم الدار ما دخل فيها مما يغلق عليه بابها وما خرج منها فهو الفناء، قال: وفناء البدوي ما يدركه حجرته وأطنابه، وهو من الحضري إذا كانت تحاذيها دار أخرى، ففناؤهما حد ما بينهما.
وحريم الدار: ما أضيف إليها وكان من حقوقها ومرافقها. وحريم البئر: ملقى النبيثة والممشى على جانبيها ونحو ذلك، الصحاح: حريم البئر وغيرها ما حولها من مرافقها وحقوقها. وحريم النهر: ملقى طينه والممشى على حافتيه ونحو ذلك. وفي الحديث: حريم البئر أربعون ذراعا، هو الموضع المحيط بها الذي يلقى فيه ترابها أي أن البئر التي يحفرها الرجل في موات فحريمها ليس لأحد أن ينزل فيه ولا ينازعه عليها، وسمي به لأنه يحرم منع صاحبه منه أو لأنه محرم على غيره التصرف فيه.
الأزهري: الحرم المنع، والحرمة الحرمان، والحرمان نقيضه الإعطاء والرزق. يقال: محروم ومرزوق. وحرمه الشئ يحرمه وحجرمه حرمانا وحرما (* قوله وحرما أي بكسر فسكون، زاد في المحكم: وحرما ككتف) وحريما وحرمة وحرمة وحريمة، وأحرمه لغة ليست بالعالية، كله: منعه العطية، قال يصف امرأة:
وأنبئتها أحرمت قومها لتنكح في معشر آخرينا أي حرمتهم على نفسها. الأصمعي: أحرمت قومها أي حرمتهم أن ينكحوها. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: كل مسلم عن مسلم محرم أخوان نصيران، قال أبو العباس: قال ابن الأعرابي يقال إنه لمحرم عنك أي يحرم أذاك عليه، قال الأزهري: وهذا بمعنى الخبر، أراد أنه يحرم على كل واحد منهما أن يؤذي صاحبه لحرمة الإسلام المانعته عن ظلمه. ويقال: مسلم محرم وهو الذي لم يحل من نفسه شيئا يوقع به، يريد أن المسلم معتصم بالإسلام ممتنع بحرمته ممن أراده وأراد ماله.
والتحريم: خلاف التحليل. ورجل محروم: ممنوع من الخير. وفي التهذيب: المحروم الذي حرم الخير حرمانا. وقوله تعالى: في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم، قيل: المحروم الذي لا ينمي له مال، وقيل أيضا: إنه المحارف الذي لا يكاد يكتسب. وحريمة الرب: التي يمنعها من شاء من خلقه. وأحرم الرجل: قمره، وحرم في اللعبة يحرم حرما: قمر ولم يقمر هو، وأنشد:
ورمى بسهم حريمة لم يصطد ويخط خط فيدخل فيه غلمان وتكون عدتهم في خارج من الخط فيدنو هؤلاء من الخط ويصافح
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست