لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٤٨٢
والعول: النقصان. وعال الميزان عولا، فهو عائل: مال، هذه عن اللحياني. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: كتب إلى أهل الكوفة إني لست بميزان لا أعول (* قوله لا أعول كتب هنا بهامش النهاية ما نصه:
لما كان خبر ليس هو اسمه في المعنى قال لا أعول، ولم يقل لا يعول وهو يريد صفة الميزان بالعدل ونفي العول عنه، ونظيره في الصلة قولهم: أنا الذي فعلت كذا في الفائق) أي لا أميل عن الاستواء والاعتدال، يقال: عال الميزان إذا ارتفع أحد طرفيه عن الآخر، وقال أكثر أهل التفسير: معنى قوله ذلك أدنى أن لا تعولوا أي ذلك أقرب أن لا تجوروا وتميلوا، وقيل ذلك أدنى أن لا يكثر عيالكم، قال الأزهري: وإلى هذا القول ذهب الشافعي، قال: والمعروف عند العرب عال الرجل يعول إذا جار، وأعال يعيل إذا كثر عياله. الكسائي: عال الرجل يعول إذا افتقر، قال: ومن العرب الفصحاء من يقول عال يعول إذا كثر عياله، قال الأزهري: وهذا يؤيد ما ذهب إليه الشافعي في تفسير الآية لأن الكسائي لا يحكي عن العرب إلا ما حفظه وضبطه، قال: وقول الشافعي نفسه حجة لأنه، رضي الله عنه، عربي اللسان فصيح اللهجة، قال: وقد اعترض عليه بعض المتحذلقين فخطأه، وقد عجل ولم يتثبت فيما قال، ولا يجوز للحضري أن يعجل إلى إنكار ما لا يعرفه من لغات العرب.
وعال أمر القوم عولا: اشتد وتفاقم. ويقال: أمر عال وعائل أي متفاقم، على القلب، وقول أبي ذؤيب:
فذلك أعلى منك فقدا لأنه كريم، وبطني للكرام بعيج إنما أراد أعول أي أشد فقلب فوزنه على هذا أفلع.
وأعول الرجل والمرأة وعولا: رفعا صوتهما بالبكاء والصياح، فأما قوله: تسمع من شذانها عواولا فإنه جمع عوالا مصدر عول وحذف الياء ضرورة، والاسم العول والعويل والعولة، وقد تكون العولة حرارة وجد الحزين والمحب من غير نداء ولا بكاء، قال مليح الهذلي:
فكيف تسلبنا ليلى وتكندنا، وقد تمنح منك العولة الكند؟
قال الجوهري: العول والعولة رفع الصوت بالبكاء، وكذلك العويل، أنشد ابن بري للكميت:
ولن يستخير رسوم الديار، بعولته، ذو الصبا المعول وأعول عليه: بكى، وأنشد ثعلب لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة:
زعمت، فإن تلحق فضن مبرز جواد، وإن تسبق فنفسك أعول أراد فعلى نفسك أعول فحذف وأوصل. ويقال: العويل يكون صوتا من غير بكاء، ومنه قول أبي زبيد:
للصدر منه عويل فيه حشرجة أي زئير كأنه يشتكي صدره. وأعولت القوس صوتت. قال سيبويه: وقالوا ويله وعوله، لا يتكلم به إلا مع ويله، قال الأزهري: وأما قولهم ويله وعوله فإن العول والعويل البكاء، وأنشد:
أبلغ أمير المؤمنين رسالة، شكوى إليك مظلة وعويلا
(٤٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 ... » »»
الفهرست