واحتلق بالموسى. وفي التنزيل: محلقين رؤوسكم ومقصرين.
وفي الحديث: ليس منا من صلق أو حلق أي ليس من أهل سنتنا من حلق شعره عند المصيبة إذا حلت به. ومنه الحديث: لعن من النساء الحالقة والسالقة والخارقة. وقيل: أراد به التي تحلق وجهها للزينة، وفي حديث: ليس منا من سلق أو حلق أو خرق أي ليس من سنتنا رفع الصوت في المصائب ولا حلق الشعر ولا خرق الثياب. وفي حديث الحج: اللهم اغفر للمحلقين قالها ثلاثا، المحلقون الذين حلقوا شعورهم في الحج أو العمرة وخصهم بالدعاء دون المقصوين، وهم الذين أخذوا من شعورهم ولم يحلقوا لأن أكثر من أحرم مع النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يكن معهم هدي، وكان عليه السلام قد ساق الهدي، ومن منه هدي لا يحلق حتى ينحر هديه، فلما أمر من ليس معه هدي أن يحلق ويحل، وجدوا في أنفسهم من ذلك وأحبوا أن يأذن لهم في المقام على إحرامهم حتى يكملوا الحج، وكانت طاعة النبي، صلى الله عليه وسلم، أولى بهم، فلما لم يكن لهم بد من الإحلال كان التقصير في نفوسهم أخف من الحلق، فمال أكثرهم إليه، وكان فيهم من بادر إلى الطاعة وحلق ولم يراجع، فلذلك قدم المحلقين وأخر المقصرين.
والمحلق، بكسر الميم: الكساء الذي يحلق الشعر من خشونته، قال عمارة بن طارق يصف إبلا ترد الماء فتشرب:
ينفضن بالمشافر الهدالق، نفضك بالمحاشئ المحالق والمحاشئ: أكسية خشنة تحلق الجسد، واحدها محشأ، بالهمز، ويقال: محشاة، بغير همز، والهدالق: جمع هدلق وهي المسترخية.
والحلقة: الضروع المرتفعة. وضرع حالق: ضخم يحلق شعر الفخذين من ضخمه. وقالوا: بينهم احلقي وقومي أي بينهم بلاء وشدة وهو من حلق الشعر كان النساء يأمن فيحلقن شعورهن، قال:
يوم أديم بقة الشريم أفضل من يوم احلقي وقومي الأعرابي: الحلق الشؤم. ومما يدعى به على المرأة: عقري حلقي، وعقرا حلقا فأما عقري وعقرا فسنذكره في حرف العين، وأما حلقي وحلقا فمعناه أنه دعي عليها أن تئيم من بعلها فتحلق شعرها، وقيل: معناه أوجع الله حلقها، وليس بقوي، قال ابن سيده: وقيل معناه أنها مشؤومة، ولا أحقها. وقال الأزهري: حلقي عقري مشؤومة مؤذية. وفي الحديث: أنه، صلى الله عليه وسلم، قال لصفية بنت حيي حين قيل له يوم النفر إنها نفست أو حاضت فقال: عقري حلقي ما أراها إلا حابستنا، معناه عقر الله جسدها وحلقها أي أصابها بوجع في حلقها، كما يقال رأسه وعضده وصدره إذا أصاب رأسه وعضده وصدره. قال الأزهري: وأصله عقرا حلقا، وأصحاب الحديث يقولون عقري حلقي بوزن غضبى، حيث هو جار على المؤنث، والمعروف في اللغة التنوين على أنه مصدر فعل متروك اللفظ، تقديره عقرها الله عقرا وحلقها الله حلقا. ويقال للأمر تعجب منه: عقرا حلقا، ويقال أيضا للمرأة إذا كانت مؤذية مشؤومة، ومن مواضع التعجب قول أم الصبي الذي تكلم: عقري أو كان هذا منه قال الأصمعي: يقال عند الأمر تعجب منه: خمشى وعقري وحلقى كأنه من العقر والحلق