رباني، قال: وما صنعتك؟ قلت: الإبل، قال: فأخبرني عن حقة حقت على ثلاث حقاق، فقلت: سألت خبيرا: هذه بكرة كان معها بكرتان في ربيع واحد فارتبعن فسمنت قبل أن تسمنا فقد حقت واحدة، ثم ضبعت ولم تضبعا فقد حقت عليهما حقة أخرى، ثم لقحت ولم تلقحا فهذه ثلاث حقات، فقال لي: لعمري أنت منهم واستحقت الناقة لقاحا إذا لقحت واستحق لقاحها، يجعل الفعل مرة للناقة ومرة للقاح.
قال أبو حاتم: محاق المال يكون الحلبة الأولى، والثانية منها لبأ. والمحاق: اللاتي لم ينتجن في العام الماضي ولم يحلبن فيه.
واحتق الفرس أي ضمر. ويقال: لا يحق ما في هذا الوعاء رطلا، معناه أنه لا يزن رطلا. وطعنة محتقة أي لا زيغ فيها وقد نفذت. و يقال: رمى فلان الصيد فاحتق بعضا وشرم بعضا أي قتل بعضا وأفلت بعض جريحا، والمحتق من الطعن:
النافذ إلى الجوف، ومنه قول أبي كبير الهذلي:
هلا وقد شرع الأسنة نحوها، ما بين محتق ومشرم أراد من بين طعن نافذ في جوفها وآخر قد شرم جلدها ولم ينفذ إلى الجوف.
والأحق من الخيل: الذي لا يعرق، وهو أيضا الذي يضع حافر رجله موضع حافر يده، وهما عيب، قال عدي بن خرشة الخطمي:
بأجرد من عتاق الخيل نهد جواد، لا أحق ولا شئيت قال ابن سيده: هذه رواية ابن دريد، ورواية أبي عبيد:
وأقدر مشرف الصهوات ساط، كميت، لا أحق ولا شئيت الأقدر: الذي يجوز حافرا رجليه حافري يديه، والأحق: الذي يطبق حافرا رجليه حافري يديه، والشئيت: الذي يقصر موقع حافر رجله عن موقع حافر يده، وذلك أيضا عيب، والاسم الحقق.
وبنات الحقيق: ضرب من ردئ التمر، وقيل: هو الشيص، قال الأزهري: قال الليث بنات الحقيق ضرب من التمر، والصواب لون الحبيق ضرب من التمر ردئ. وبنات الحقيق في صفة التمر تغيير، ولون الحبيق معروف.
قال: وقد روينا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه نهى عن لونين من التمر في الصدقة: أحدهما الجعرور، والآخر لون الحبيق، ويقال لنخلته عذق ابن حبيق (* قوله عذق ابن حبيق ضبط عذق بالفتح هو الصواب ففي الزرقاني على الموطأ قال أبو عمر بفتح العين النخلة وبالكسر الكباسة أي القنو كأن التمر سمي باسم النخلة لأنه منها اه. فضبطه في مادة حبق بالكسر خطأ.) وليس بشيص ولكنه ردئ من الدقل، وروى الأزهري حديثا آخر عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: لا يخرج في الصدقة الجعرور ولا لون حبيق، قال الشافعي: وهذا تمر ردئ والمس (* قوله والمس كذا بالأصل ولعله وأيبس.) تمر وتؤخذ الصدقة من وسط التمر.
والحقحقة: شدة السير. حقحق القوم إذا اشتدوا في السير. وقرب محقحق: جاد منه. وتعبد عبد الله بن مطرف بن الشخير فلم يقتصد فقال له أبوه: يا عبد الله، العلم أفضل من العمل، والحسنة بين السيئتين، وخير الأمور أوساطها، وشر السير الحقحقة، هو إشارة إلى الرفق في العبادة، يعني عليك