لسان العرب - ابن منظور - ج ١٠ - الصفحة ٢٨٤
قال الشاعر:
أتبعتهم مقلة إنسانها غرق، هل ما أرى تارك للعين إنسانا؟
(* هذا البيت لجرير، ورواية ديوانه: هل ما ترى تارك، وفي رواية أخرى: هل يا ترى تارك).
يقول: هذا الذي أرى من البين والبكاء غير مبق للعين إنسانها، ومعنى الحديث كأنه أراد إلا من أخلص الدعاء لأن من أشفى على الهلاك أخلص في دعائه طلب النجاة، ومنه الحديث: اللهم إني أعوذ بك من الغرق والحرق، الغرق، بفتح الراء: المصدر. وفي حديث وحشي: أنه مات غرقا في الخمر أي متناهيا في شربها والإكثار منه، مستعار من الغرق.
وفي حديث علي وذكر مسجد الكوفة في زاويته: فار التنور وفيه هلك يغوث ويعوق وهو الغاروق، هو فاعول من الغرق لأن الغرق في زمان نوح، عليه السلام، كان منه.
وفي حديث أنس: وغرقا فيه دباء، قال ابن الأثير: هكذا جاء في رواية والمعروف ومرقا، والغرق المرق.
وفي التنزيل: أخرقتها لتغرق أهلها. والغرق: الذي غلبه الدين. ورجل غرق في الدين والبلوى وغريق وقد غرق فيه، وهو مثل بذلك. والمغرق: الذي قد أغرقه قوم فطردوه وهو هارب عجلان.
والتغريق: القتل. والغرق في الأصل: دخول الماء في سمي الأنف حتى تمتلئ منافذه فيهلك، والشرق في الفم حتى يغص به لكثرته. يقال:
غرق في الماء وشرق إذا غمره الماء فملأ منافذه حتى يموت، ومن هذا يقال غرقت القابلة الولد، وذلك إذا لم ترفق بالولد حتى تدخل السابياء أنفه فتقتله، وغرقت القابلة المولود فغرق: خرقت به فانفتقت السابياء فانسد أنفه وفمه وعيناه فمات، قال الأعشى يعني قيس بن مسعود الشيباني:
أطورين في عام غزاة ورحلة،.
ألا ليت قيسا غرقته القوابل ويقال: إن القابلة كانت تغرق المولود في ماء السلى عام القحط، ذكرا كان أو أنثى، حتى يموت، ثم جعل كل قتل تغريقا، ومنه قول ذي الرمة:
إذا غرقت أرباضها ثني بكرة بتيهاء، لم تصبح رؤوما سلوبها الأرباض: الحبال، والبكرة: الناقة الفتية، وثنيها: بطنها الثاني، وإنما لم تعطف على ولدها لما لحقها من التعب. التهذيب: والعشراء من النوق إذا شد عليها الرحل بالحبال ربما غرق الجنين في ماء السابياء فتسقطه، وأنشد قول ذي الرمة.
وأغرق النبل وغرقه: بلغ به غاية المد في القوس. وأغرق النازع في القوس أي استوفى مدها. والاستغراق: الاستيعاب. وأغرق في الشئ: جاوز الحد وأصله من نزع السهم. وفي التنزيل: والنازعات غرقا، قال الفراء: ذكر أنها الملائكة وأن النزع نزع الأنفس من صدور الكفار، وهو قولك والنازعات إغراقا كما يغرق النازع في القوس، قال الأزهري: الغرق اسم أقيم مقام المصدر الحقيقي من أغرقت إغراقا. ابن شميل: يقال نزع في قوسه فأغرق، قال: والإغراق الطرح وهو أن يباعد السهم من شدة النزع يقال إنه لطروح. أسيد الغنوي:
الإغراق في النزع أن ينزع حتى يشرب بالرصاف وينتهي إلى كبد القوس وربما قطع يد الرامي، قال: وشرب القوس الرصاف أن يأتي
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف القاف فصل الألف 3
2 فصل الباء 13
3 فصل التاء 31
4 فصل الثاء 33
5 فصل الجيم 34
6 فصل الحاء 37
7 فصل الخاء 72
8 فصل الدال المهملة 94
9 فصل الذال المعجمة 108
10 فصل الراء المهملة 112
11 فصل الزاي 137
12 فصل السين المهملة 151
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 193
15 فصل الضاد المعجمة 208
16 فصل الطاء المهملة 209
17 فصل العين المهملة 234
18 فصل الغين المعجمة 281
19 فصل الفاء 296
20 فصل القاف 321
21 فصل الكاف 326
22 فصل اللام 326
23 فصل الميم 335
24 فصل النون 350
25 فصل الهاء 364
26 فصل الواو 370
27 فصل الياء المثناة تحتها 386
28 حرف الكاف فصل الألف 388
29 فصل الباء الموحدة 395
30 فصل التاء المثناة فوقها 405
31 فصل الحاء المهملة 407
32 فصل الخاء المعجمة 419
33 فصل الدال المهملة 419
34 فصل الراء 431
35 فصل الزاي 435
36 فصل السين المهملة 438
37 فصل الشين المعجمة 446
38 فصل الصاد المعجمة 455
39 فصل الضاد المعجمة 459
40 فصل العين المهملة 463
41 فصل الغين المعجمة 472
42 فصل الفاء 472
43 فصل الكاف 481
44 فصل اللام 481
45 فصل الميم 485
46 فصل النون 497
47 فصل الهاء 502
48 فصل الواو 509
49 فصل الياء المثناة تحتها 515