المسلمين وتقوية لهم، فإذا لم يبق محتاج لم تؤخذ، قلت: هذا فيه نظر، فإن الفرائض لا تعلل، ويطرد على ما قاله الزكاة أيضا، وفي هذا جرأة على وضع الفرائض والتعبدات. وفي الحديث: ويضع العلم (* قوله ويضع العلم كذا ضبط بالأصل وفي النهاية أيضا بكسر أوله.) أي يهدمه يلصقه بالأرض، والحديث الآخر: إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينه أي أسقطتها. وفي الحديث: من أنظر معسرا أو وضع له أي حط عنه من أصل الدين شيئا. وفي الحديث: وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه أي يستحطه من دينه. وأما الذي في حديث سعد: إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة، أراد أن نجوهم كان يخرج بعرا ليبسه من أكلهم ورق السمر وعدم الغذاء المألوف، وإذا عاكم الرجل صاحبه الأعدال بقول أحدهما لصاحبه: واضع أي أمل العدل على المربعة التي يحملان العدل بها، فإذا أمره بالرفع قال: رابع، قال الأزهري: وهذا من كلام العرب إذا اعتكموا. ووضع الشئ وضعا: اختلقه.
وتواضع القوم على الشئ: اتفقوا عليه. وأوضعته في الأمر إذا وافقته فيه على شئ.
والضعة والضعة: خلاف الرفعة في القدر، والأصل وضعة، حذفوا الفاء على القياس كما حذفت من عدة وزنه، ثم إنهم عدلوا بها عن فعلة فأقروا الحذف على حاله وإن زالت الكسرة التي كانت موجبة له، فقالوا:
الضعة فتدرجوا بالضعة إلى الضعة، وهي وضعة كجفنة وقصعة لا لأن الفاء فتحت لأجل الحرف الحلقي كما ذهب إليه محمد بن يزيد، ورجل وضيع، وضع يوضع وضاعة وضعة وضعة: صار وضيعا، فهو وضيع، وهو ضد الشريف، واتضع، ووضعه ووضعه، وقصر ابن الأعرابي الضعة، بالكسر، على الحسب، والضعة، بالفتح، على الشجر والنبات الذي ذكره في مكانه. ووضع الرجل نفسه يضعها وضعا ووضوعا وضعة وضعة قبيحة، عن اللحياني، ووضع منه فلان أي حط من درجته.
والوضيع: الدنئ من الناس، يقال: في حسبه ضعة وضعة، والهاء عوض من الواو، حكى ابن بري عن سيبويه: وقالوا الضعة كما قالوا الرفعة أي حملوه على نقيضه، فكسروا أوله وذكر ابن الأثير في ترجمة ضعه قال: في الحديث ذكر الضعة، الضعة: الذل والهوان والدناءة، قال:
والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة.
والتواضع: التذلل. وتواضع الرجل: ذل. ويقال: دخل فلان أمرا فوضعه دخوله فيه فاتضع. وتواضعت الأرض: انخفضت عما يليها، وأراه على المثل. ويقال: إن بلدكم لمتواضع، وقال الأصمعي: هو المتخاشع من بعده تراه من بعيد لاصقا بالأرض.
وتواضع ما بيننا أي بعد.
ويقال: في فلان توضيع أي تخنيث. وفي الحديث: أن رجلا من خزاعة يقال له هيث كان فيه توضع أو تخنيت. وفلان موضع إذا كان مخنثا.
ووضع في تجارته ضعة وضعة ووضيعة، فهو موضوع فيها، وأوضع ووضع وضعا: غبن وخسر فيها، وصيغة ما لم يسم فاعله أكثر، قال:
فكان ما ربحت وسط العيثره، وفي الزحام، أن وضعت عشره