لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٢٣١
وقد تكون الضيعة من الضياع، وفي الحديث: أنه نهى عن إضاعة المال يعني انفاقه ف غير طاعة الله والتبذير والاسراف، وأنشد ابن بري للعرجي:
أضاعوني، وأي فتى أضاعوا!
ليوم كريهة وسداد ثغر وفي حديث سعد: اني أخاف على الأعناب الضيعة أي أنها تضيع وتتلف. والضيعة في الأصل: المرة من الضياع، والضيعة والضياع: الاهمال. ضاع الشئ يضيع ضيعة وضياعا، بالفتح: هلك، ومنه قولهم:
فلان بدار مضيعة مثال معيشة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: ولا تدع الكسير بدار مضيعة، وفي حديث كعب بن مالك: ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، المضيعة، بكسر الضاد، مفعلة من الضياع الاطراح والهوان كأنه فيه ضائع، فلما كانت عين الكلمة ياء وهي مكسورة، نقلت حركتها إلى العين، فسكنت الياء فصارت بوزن معيشة، والتقدير فيهما سواء. وتركهم بضيعة ومضيعة ومضيعة. ومات ضيعة. ضيعا وضياعا أي غير مفتقد، وأضاعه وضيعه. وفي التنزيل: وما كان الله ليضيع ايمانكم، وفيه: أضاعوا الصلاة، جاء في التفسير: أنهم صلوها في غير وقتها، وقيل: تركوها البتة وهو أشبه لأنه عنى به الكفار، ودليله قوله بعد ذلك: الا من تاب وآمن. والضياع: العيال نفسه.
وفي الحديث: فمن ترك ضياعا فإلي، التفسير للنضر:
العيال، حكاه الهروي في الغويبين، قال ابن الأثير:
وأصله مصدر ضاع يضيع ضياعا فسمي العيال بالمصدر كما تقول: من مات فترك فقرا أي فقراء، وان كسرت الضاد كان جمع ضائع كجائع كجائع وجياع، ومنه الحديث: تقين ضائعا أي ذا ضياع من فقر أو عيال أو حال قصر عن القيام بها، ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون، وقيل: إنه الصواب، وقيل:
هو في حديث بالمهملة وفي آخر بالمعجمة، وكلاهما صواب في المعنى. وأضاع الرجل عياله وماله وضيعهم إضاعة وتضييعا، فهو مضيع ومضيع.
والإضاعة والتضييع بمعنى، وقول الشماخ:
أعائش، ما لأهلك لا أراهم يضيعون السوام مع المضيع؟
وكيف يضيع صاحب مدفآت على أثباجهن من الصقيع؟
قال الباهلي: كان الشماخ صاحب إبل يلزمها ويكون فيها فقالت له هذه المرأة: انك قد أفنيت شبابك في رعي الإبل، ما لك لا تنفق مالك ولا تتفتى؟
فقال لها الشماخ: ما لأهلك لا يفعلون ذلك وأنت تأمرينني أن أفعله؟ ثم قال لها: وكيف أضيع إبلا هذه الصفة صفتها؟ ودل على هذا قوله على أثر هذا البيت:
لمال المرء يصلحه، فيغني مفاقره، أعف من القنوع يقول: لأن يصلح المرء ماله ويقوم عليه ولا يضيعه خير من القنوع وهو المسألة. ورجل مضياع للمال أي مضيع. وفي المثل: الصيف ضيعت اللبن، هكذا يقال إذا خوطب به المذكر والمؤنث والاثنان والجمع، بكسر التاء، لأن أصل المثل انما خوطب به امرأة، وكانت تحت رجل موسر، فكرهته لكبره فطلقها فتزوجها رجل مملق، فبعثت إلى زوجها الأول تستميحه، فقال لها هذا، فأجابته: هذا ومذقه خير فجرى المثل على الأصل، والصيف
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458