لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٢٤٢
يكون معنى طوعت سمحت وسهلت له نفسه قتل أخيه أي جعلت نفسه بهواها المردي قتل أخيه سهلا وهويته، قال: وأما على قول الفراء والمبرد فانتصاب قوله قتل أخيه على إفضاء الفعل إليه كأنه قال فطوعت له نفسه أي انقادت في قتل أخيه ولقتل أخيه فحذف الخافض وأفضى الفعل إليه فنصبه.
قال الجوهري: والاستطاعة الطاقة، قال ابن بري: هو كما ذكر إلا أن الاستطاعة للإنسان خاصة والإطاقة عامة، تقول: الجمل مطيق لحمله ولا تقل مستطيع فهذا الفرق ما بينهما، قال: ويقال الفرس صبور على الحضر. والاستطاعة: القدرة على الشئ، وقيل: هي استفعال من الطاعة، قال الأزهري: والعرب تحذف التاء فتقول اسطاع يسطيع، قال: وأما قوله تعالى: فما اسطاعوا أن يظهروه، فإن أصله استطاعوا بالتاء، ولكن التاء والطاء من مخرج واحد فحذفت التاء ليخف اللفظ، ومن العرب من يقول استاعوا، بغير طاء، قال: ولا يجوز في القراءة، ومنهم من يقول أسطاعوا بألف مقطوعة، المعنى فما أطاعوا فزادوا السين، قال: قال ذلك الخليل وسيبويه عوضا من ذهاب حركة الواو لأن الأصل في أطاع أطوع، ومن كانت هذه لغته قال في المستقبل يسطيع، بضم الياء، وحكي عن ابن السكيت قال: يقال ما أسطيع وما أسطيع وما أستيع، وكان حمزة الزيات يقرأ: فما اسطاعوا، بإدغام الطاء والجمع بين ساكنين، وقال أبو إسحق الزجاج: من قرأ بهذه القراءة فهو لاحن مخطئ، زعم ذلك الخليل ويونس وسيبويه وجميع من يقول بقولهم، وحجتهم في ذلك أن السين ساكنة، وإذا أدغمت التاء في الطاء صارت طاء ساكنة ولا يجمع بين ساكنين، قال: ومن قال أطرح حركة التاء على السين فأقرأ فما أسطاعوا فخطأ أيضا لأن سين استفعل لم تحرك قط.
قال ابن سيده: واستطاعه واسطاعه وأسطاعه واستاعه وأستاعه أطاقه فاستطاع، على قياس التصريف، وأما اسطاع موصولة فعلى حذف التاء لمقارنتها الطاء في المخرج فاستخف بحذفها كما استخف بحذف أحد اللامين في ظلت، وأما أسطاع مقطوعة فعلى أنهم أنابوا السين مناب حركة العين في أطاع التي أصلها أطوع، وهي مع ذلك زائدة، فإن قال قائل: إن السين عوض ليست بزائدة، قيل: إنها وإن كانت عوضا من حركة الواو فهي زائدة لأنها لم تكن عوضا من حرف قد ذهب كما تكون الهمزة في عطاء ونحوه، قال ابن جني: وتعقب أبو العباس على سيبويه هذا القول فقال:
إنما يعوض من الشئ إذا فقد وذهب، فأما إذا كان موجودا في اللفظ فلا وجه للتعويض منه، وحركة العين التي كانت في الواو قد نقلت إلى الطاء التي هي الفاء، ولم تعدم وإنما نقلت فلا وجه للتعويض من شئ موجود غير مفقود، قال: وذهب عن أبي العباس ما في قول سيبويه هذا من الصحة، فإما غالط وهي من عادته معه، وإما زل في رأيه هذا، والذي يدل على صحة قول سيبويه في هذا وأن السين عوض من حركة عين الفعل أن الحركة التي هي الفتحة، وإن كانت كما قال أبو العباس موجودة منقولة إلى الفاء، إما فقدتها العين فسكنت بعدما كانت متحركة فوهنت بسكونها، ولما دخلها من التهيؤ للحذف عند سكون اللام، وذلك لم يطع وأطع، ففي كل هذا قد حذف العين لالتقاء الساكنين، ولو كانت العين متحركة لما حذفت لأنه لم يك هناك التقاء ساكنين، ألا ترى أنك لو قلت أطوع يطوع ولم يطوع وأطوع زيدا لصحت العين ولم تحذف؟ فلما نقلت عنها الحركة وسكنت سقطت لاجتماع الساكنين فكان هذا توهينا
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458