لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ١٩٣
فإنه أنث البعض لأنه إصبع في المعنى، وإن ذكر الإصبع مذكر جاز لأنه ليس فيها علامة التأنيث. وقال أبو حنيفة: أصابع البنيات (* أصابع البنيات في القاموس أصابع الفتيات، قال شارحه: كذا في العباب والتكملة، وفي المنهاج لابن جزلة أصابع الفتيان وفي اللسان أصابع البنيات.) نبات ينبت بأرض العرب من أطراف اليمن وهو الذي يسمى الفرنجمشك، قال:
وأصابع العذارى أيضا صنف من العنب أسود طوال كأنه البلوط، يشبه بأصابع العذارى المخضبة، وعنقوده نحو الذراع متداخس الحب وله زبيب جيد ومنابته الشراة. والإصبع: الأثر الحسن، يقال:
فلان من الله عليه إصبع حسنة أي أثر نعمة حسنة، وعليك منك إصبع حسنة أي أثر حسن، قال لبيد:
من يجعل الله إصبعا، في الخير أو في الشر، يلقاه معا وإنما قيل للأثر الحسن إصبع لإشارة الناس إليه بالإصبع. ابن الأعرابي: إنه لحسن الإصبع في ماله وحسن المس في ماله أي حسن الأثر، وأنشد:
أوردها راع مرئ الإصبع، لم تنتشر عنه ولم تصدع وفلان مغل الإصبع إذا كان خائنا، قال الشاعر:
حدثت نفسك بالوفاء، ولم تكن للغدر خائنة مغل الإصبع وفي الحديث: قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الله يقلبه كيف يشاء، وفي بعض الروايات: قلوب العباد بين إصبعين، معناه أن تقلب القلوب بين حسن آثاره وصنعه تبارك وتعالى. قال ابن الأثير: الإصبع من صفات الأجسام، تعالى الله عن ذلك وتقدس، وإطلاقها عليه مجاز كإطلاق اليد واليمين والعين والسمع، وهو جار مجرى التمثيل والكناية عن سرعة تقلب القلوب، وإن ذلك أمر معقود بمشيئة الله سبحانه وتعالى، وتخصيص ذكر الأصابع كناية عن أجزاء القدرة والبطش لأن ذلك باليد والأصابع أجزاؤها.
ويقال: للراعي على ماشيته إصبع أي أثر حسن، وعلى الإبل من راعيها إصبع مثله، وذلك إذا أحسن القيام عليها فتبين أثره فيها، قال الراعي يصف راعيا:
ضعيف العصا بادي العروق، ترى له عليها، إذا ما أجدب الناس، إصبعا ضعيف العصا أي حاذق الرعية لا يضرب ضربا شديدا، يصفه بحسن قيامه على إبله في الجدب.
وصبع به وعليه يصبع صبعا: أشار نحوه بإصبعه واغتابه أو أراده بشر والآخر غافل لا يشعر. وصبع الإناء يصبعه صبعا إذا كان فيه شراب وقابل بين إصبعيه ثم أرسل ما فيه في شئ ضيق الرأس، وقيل: هو إذا قابل بين إصبعيه ثم أرسل ما فيه في إناء آخر أي ضرب من الآنية كان، وقيل: وضعت على الإناء إصبعك حتى سال عليه ما في إناء آخر غيره، قال الأزهري: وصبع الإناء أن يرسل الشراب الذي فيه بين طرفي الإبهامين أو السبابتين لئلا ينتشر فيندفق، وهذا كله مأخوذ من الإصبع لأن الإنسان إذا اغتاب إنسانا أشار إليه بإصبعه، وإذا دل إنسانا على طريق أو شئ خفي أشار إليه بالإصبع. ورجل مصبوع إذا كان متكبرا. والصبع:
الكبر التام. وصبع فلانا على فلان: دله عليه بالإشارة. وصبع بين القوم يصبع صبعا: دل عليهم غيرهم.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458