لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ١٩٠
وأعرض من رضوى مع الليل، دونهم هضاب ترد الطر ف ممن يشيع أي ممن يتبعه طرفه ناظرا.
ابن الأعرابي: سمع أبا المكارم يذم رجلا فقال: هو ضب مشيع، أراد أنه مثل الضب الحقود لا ينتفع به. والمشيع: من قولك شعته أشيعه شيعا إذا ملأته. وتشيع في الشئ: استهلك في هواه. وشيع النار في الحطب: أضرمها، قال رؤبة:
شدا كما يشيع التضريم (* قوله شدا كذا بالأصل.) والشيوع والشياع: ما أوقدت به النار، وقيل: هو دق الحطب تشيع به النار كما يقال شباب للنار وجلاء للعين. وشيع الرجل بالنار: أحرقه، وقيل: كل ما أحرق فقد شيع. يقال:
شيعت النار إذا ألقيت عليها حطبا تذكيها به، ومنه حديث الأحنف:
وإن حسكى (* قوله حسكى كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية مضبوطة بسكون السين وبهاء تأنيث ولعله سمي بواحدة الحسك محركة.) كان رجلا مشيعا، قال ابن الأثير: أراد به ههنا العجول من قولك شيعت النار إذا ألقيت عليها حطبا تشعلها به. والشياع: صوت قصبة ينفخ فيها الراعي، قال:
حنين النيب تطرب للشياع وشيع الراعي في الشياع: ردد صوته فيها. والشاعة:
الإهابة بالإبل. وأشاع بالإبل وشايع بها وشايعها مشايعة وأهاب بمعنى واحد: صاح بها ودعاها إذا استأخر بعضها، قال لبيد:
تبكي على إثر الشباب الذي مضى، ألا إن إخوان الشباب الرعارع (* في قصيدة لبيد: أخدان مكان إخوان.) أتجزع مما أحدث الدهر بالفتى؟
وأي كريم لم تصبه القوارع؟
فيمضون أرسالا ونخلف بعدهم، كما ضم أخرى التاليات المشايع (* قوله فيمضون إلخ في شرح القاموس قبله:
وما المال والأهلون إلا وديعة * ولا بد يوما أن ترد الودائع) وقيل: شايعت بها إذا دعوت لها لتجتمع وتنساق، قال جرير يخاطب الراعي:
فألق استك الهلباء فوق قعودها، وشايع بها، واضمم إليك التواليا يقول: صوت بها ليلحق أخراها أولاها، قال الطرماح:
إذا لم تجد بالسهل رعيا، تطوقت شماريخ لم ينعق بهن مشيع وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إن مريم ابنة عمران سألت ربها أن يطعمها لحما لا دم فيه فأطعمها الجراد، فقالت: اللهم أعشه بغير رضاع وتابع بينه بغير شياع، الشياع، بالكسر: الدعاء بالإبل لتنساق وتجتمع، المعنى يتابع بينه في الطيران حتى يتتابع من غير أن يشايع كما يشايع الراعي بإبله لتجتمع ولا تتفرق عليه، قال ابن بري: بغير شياع أي بغير صوت، وقيل لصوت الزمارة شياع لأن الراعي يجمع إبله بها، ومنه حديث علي: أمرنا بكسر الكوبة والكنارة والشياع، قال ابن الأعرابي: الشياع زمارة الراعي، ومنه قول مريم: اللهم سقه بلا شياع أي بلا زمارة راع.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458