يصف قوسا:
وهي، إذا أنبضت فيها، تسجع ترنم النحل أبا لا يهجع (* قوله: أبا لا يهجع، هكذا في الأصل، ولعله أبى أي كره وامتنع أن ينام.) قوله تسجع يعني حنين الوتر لإنباضه، يقول: كأنها تحن حنينا متشابها، وكله من الاستواء والاستقامة والاشتباه. أبو عمرو: ناقة ساجع طويلة، قال الأزهري: ولم أسمع هذا لغيره. وسجع له سجعا:
قصد، وكل سجع قصد. والساجع: القاصد في سيره، وأنشد بيت ذي الرمة:
قطعت بها أرضا ترى وجه ركبها البيت المتقدم. وجه ركبها: الوجه الذي يؤمونه، يقول: إن السموم قابل هبوبها وجوه الركب فأكفؤوها عن مهبها اتقاء لحرها. وفي الحديث: أن أبا بكر، رضي الله عنه، اشترى جارية فأراد وطأها فقالت: إني حامل، فرفع ذلك إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أحدكم إذا سجع ذلك المسجع فليس بالخيار على الله، وأمر بردها، أي سلك ذلك المسلك. وأصل السجع:
القصد المستوي على نسق واحد.
* سدع: السدع: الهداية للطريق. ورجل مسدع: دليل ماض لوجهه، وقيل: سريع. وفي التهذيب: رجل مسدع ماض لوجهه نحو الدليل.
والسدع: صدم الشئ بالشئ، سدعه يسدعه سدعا. وسدع الرجل:
نكب، يمانية. قال الأزهري: ولم أجد في كلام العرب شاهدا من ذلك، وأظن قوله مسدع أصله صاد مصدع من قوله عز وجل: فاصدع بما تؤمر، أي افعل. وفي كلامهم: نقذا لك من كل سدعة أي سلامة لك من كل نكبة.
* سرع: السرعة: نقيض البطء. سرع يسرع سراعة وسرعا وسرعا وسرعا وسرعا وسرعة، فهو سرع وسريع وسراع، والأنثى بالهاء، وسرعان والأنثى سرعى، وأسرع وسرع، وفرق سيبويه بين سرع وأسرع فقال: أسرع طلب ذلك من نفسه وتكلفه كأنه أسرع المشي أي عجله، وأما سرع فكأنها غريزة. واستعمل ابن جني أسرع متعديا فقال يعني العرب: فمنهم من يخف ويسرع قبول ما يسمعه، فهذا إما أن يكون يتعدى بحرف وبغير حرف، وإما أن يكون أراد إلى قبوله فحذف وأوصل. وسرع: كأسرع، قال ابن أحمر:
ألا لا أرى هذا المسرع سابقا، ولا أحدا يرجو البقية باقيا وأراد بالبقية البقاء. وقال ابن الأعرابي: سرع الرجل إذا أسرع في كلامه وفعاله. قال ابن بري: وفرس سريع وسراع، قال عمرو بن معديكرب:
حتى تروه كاشفا قناعه، تغدو به سلهبة سراعه وأسرع في السير، وهو في الأصل متعد. وعجبت من سرعة ذاك وسرع ذاك مثال صغر ذاك، عن يعقوب. وفي حديث تأخير السحور: فكانت سرعتي أن أدرك الصلاة مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يريد إسراعي، والمعنى أنه لقرب سحوره من طلوع الفجر يدرك الصلاة بإسراعه.
ويقال: أسرع فلان المشي والكتابة وغيرهما، وهو فعل مجاوز. ويقال: أسرع إلى كذا وكذا، يريدون أسرع المضي إليه، وسارع بمعنى أسرع، يقال ذلك للواحد، وللجميع سارعوا. قال الله عز وجل: أيحسبون أن