لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ١٤٨
السباع، قال: هو ما يفترس الحيوان ويأكله قهرا وقسرا كالأسد والنمر والذئب ونحوها. وفي ترجمة عقب: وسباع الطير التي تصيد. والسبعة: اللبوءة. ومن أمثال العرب السائرة: أخذه أخذ سبعة، إنما أصله سبعة فخفف.
واللبوءة أنزق من الأسد، فلذلك لم يقولوا أخذ سبع، وقيل:
هو رجل اسمه سبعة بن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ بن أدد، وكان رجلا شديدا، فعلى هذا لا يجرى للمعرفة والتأنيث، فأخذه بعض ملوك العرب فنكل به وجاء المثل بالتخفيف لما يؤثرونه من الخفة. وأسبع الرجل: أطعمه السبع، والمسبع: الذي أغارت السباع على غنمه فهو يصيح بالسباع والكلاب، قال:
قد أسبع الراعي وضوضا أكلبه وأسبع القوم: وقع السبع في غنمهم. وسبعت الذئاب الغنم:
فرستها فأكلتها. وأرض مسبعة: ذات سباع، قال لبيد:
إليك جاوزنا بلادا مسبعه ومسبعة: كثيرة السباع، قال سيبويه: باب مسبعة ومذأبة ونظيرهما مما جاء على مفعلة لازما له الهاء وليس في كل شئ يقال إلا أن تقيس شيئا وتعلم مع ذلك أن العرب لم تكلم به، وليس له نظير من بنات الأربعة عندهم، وإنما خصوا به بنات الثلاثة لخفتها مع أنهم يستغنون بقولهم كثيرة الذئاب ونحوها. وقال ابن المظفر في قولهم لأعملن بفلان عمل سبعة: أرادوا المبالغة وبلوغ الغاية، وقال بعضهم: أرادوا عمل سبعة رجال.
وسبعت الوحشية، فهي مسبوعة إذا أكل السبع ولدها، والمسبوعة: البقرة التي أكل السبع ولدها. وفي الحديث: أن ذئبا اختطف شاة من الغنم أيام مبعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فانتزعها الراعي منه، فقال الذئب: من لها يوم السبع؟ قال ابن الأعرابي: السبع، بسكون الباء، الموضع الذي يكون إليه المحشر يوم القيامة، أراد من لها يوم القيامة، وقيل: السبع الذعر، سبعت فلانا إذا ذعرته، وسبع الذئب الغنم إذا فرسها، أي من لها يوم الفزع، وقيل: هذا التأويل يفسد بقول الذئب في تمام الحديث: يوم لا راعي لها غيري، والذئب لا يكون لها راعيا يوم القيامة، وقيل: إنه أراد من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملا لا راعي لها نهبة للذئاب والسباع، فجعل السبع لها راعيا إذ هو منفرد بها، ويكون حينئذ بضم الباء، وهذا إنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يهمل الناس فيها مواشيهم فتستمكن منها السباع بلا مانع. وروي عن أبي عبيدة: يوم السبع عيد كان لهم في الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولهوهم، وليس بالسبع الذي يفترس الناس، وهذا الحرف أملاه أبو عامر العبدري الحافظ بضم الباء، وكان من العلم والإتقان بمكان، وفي الحديث نهى عن جلود السباع، السباع:
تقع على الأسد والذئاب والنمور، وكان مالك يكره الصلاة في جلود السباع، وإن دبغت، ويمنع من بيعها، واحتج بالحديث جماعة وقالوا: إن الدباغ لا يؤثر فيما لا يؤكل لحمه، وذهب جماعة إلى أن النهي تناولها قبل الدباغ، فأما إذا دبغت فقد طهرت، وأما مذهب الشافعي فإن الذبح يطهر جلود (* قوله فان الذبح يطهر إلخ هكذا في الأصل والنهاية، والصحيح المشهور من مذهب الشافعي: ان الذبح لا يطهر جلد غير المأكول.)
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458