في الأرض، وروى المنذري أن أبا الهيثم أنشده:
يا من لقوم رأيهم خلف مدن، إن يسمعوا عوراء أصغوا في أذن، ونمشوا بكلم غير حسن قال: نمشوا خلطوا. وثور نمش القوائم: في قوائمه خطوط مختلفة، أراد: خلطوا حديثا حسنا بقبيح، قال: ويروى نمشوا أي أسروا وكذلك همشوا. وعنز نمشاء أي رقطاء. ويقال في الكذب:
نمش ومشن وفرش ودبش. وبعير نمش ونهش إذا كان في خفه أثر يتبين في الأرض من غير إثرة. ونمش الكلام: كذب فيه وزوره، قال الراجز:
قال لها، وأولعت بالنمش:
هل لك يا خليلتي في الطفش؟
استعمل النمش في الكذب والتزوير، ومثله قول رؤبة:
عاذل، قد أولعت بالترقيش، إلي سرا فاطرقي وميشي يعني بالترقيش التزيين والتزوير. ونمش الدبى الأرض ينمشها نمشا: أكل من كلئها وترك. والنمش: الالتقاط والنميمة، وقد نمش بينهم، بالتخفيف، وأنمش. ورجل منمش: مفسد، قال:
وما كنت ذا نيرب فيهم، ولا منمش منهم منمل جر منمشا على توهم الباء في قوله ذا نيرب حتى كأنه قال: وما كنت بذي نيرب، ونظيره ما أنشده سيبويه من قول زهير:
بدا لي أني لست مدرك ما مضى، ولا سابق شيئا إذا كان جائيا * نهش: نهش ينهش وينهش نهشا: تناول الشئ بفمه ليعضه فيؤثر فيه ولا يجرحه، وكذلك نهش الحية، والفعل كالفعل. الليث:
النهش دون النهس، وهو تناول بالفم، إلا أن النهش تناول من بعيد كنهش الحية، والنهس القبض على اللحم ونتفه. قال أبو العباس: النهش بإطباق الأسنان، والنهس بالأسنان والأضراس.
ونهشته الحية: لسعته الأصمعي: نهشته الحية ونهسته إذا عضته، وقال أبو عمرو في قول أبي ذؤيب:
ينهشنه ويذودهن ويحتمي ينهشنه: يعضضنه، قال: والنهش قريب من النهس، وقال رؤبة: كم من خليل وأخ منهوش، منتعش بفضلكم منعوش قال: المنهوش الهزيل. ويقال: إنه لمنهوش الفخذين، وقد نهش نهشا. وسئل ابن الأعرابي عن قول علي، عليه السلام: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، منهوش القدمين فقال كان معرق القدمين.
ورجل منهوش أي مجهود مهزول. وفي الحديث: وانتهشت أعضادنا أي هزلت. والنهش: النهس، وهو أخذ اللحم بمقدم الأسنان، قال الكميت:
وغادرنا، على حجر بن عمرو، قشاعم ينتهشن وينتقينا يروى بالشين والسين جميعا. ونهش السبع: تناوله الطائفة من الدابة. ونهشه نهشا: أخذه بلسانه. والمنهوش من الرجال: القليل اللحم وإن سمن، وقيل: هو القليل اللحم الخفيف، وكذلك النهش والنهش والنهيش والنهش: قلة لحم الفخذين. وفلان نهش اليدين أي خفيف اليدين في المر، قليل