لسان العرب - ابن منظور - ج ٦ - الصفحة ٢١٨
وكذلك المسيسي مثل الخصيصي. وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ولم نجد مسا من النصب، هو أول ما يحس به من التعب. والمس، مسك الشئ بيدك. قال الله تعالى: وإن طلقتموهن من قبل أن تماسوهن، وقرئ: من قبل أن تمسوهن، قال أحمد بن يحيى:
اختار بعضهم ما لم تمسوهن، وقال: لأنا وجدنا هذا الحرف في غير موضع من الكتاب بغير ألف: يمسسني بشر، فكل شئ من هذا الكتاب، فهو فعل الرجل في باب الغشيان. وفي حديث فتح خيبر: فمسه بعذاب أي عاقبه. وفي حديث أبي قتادة والميضأة: فأتيته بها فقال: مسوا منها أي خذوا منها الماء وتوضؤوا. ويقال: مسست الشئ أمسه مسا لمسته بيدك، ثم استعير للأخذ والضرب لأنهما باليد، واستعير للجماع لأنه لمس، وللجنون كأن الجن مسته، يقال: به مس من جنون. وقوله تعالى: ولم يمسسني بشر أي لم يمسسني على جهة تزوج، ولم أك بغيا أي ولا قربت على غير حد التزوج.
وماس الشئ مماسة ومساسا: لقيه بذاته. وتماس الجرمان: مس أحدهما الآخر. وحكى ابن جني: أمسه إياه فعداه إلى مفعولين كما ترى، وخص بعض أهل اللغة: فرس ممس بتحجيل، أراد ممس تحجيلا واعتقد زيادة الباء كزيادتها في قراءة من قرأ: يذهب بالأبصار وينبت بالدهن، من تذكرة أبي علي.
ورحم ماسة ومساسة أي قرابة قريبة. وحاجة ماسة أي مهمة، وقد مست إليه الحاجة. ووجد مس الحمى أي رسها وبدأها قبل أن تأخذه وتظهر، وقد مسته مواس الخبل.
والمس: الجنون. ورجل ممسوس: به مس من الجنون. ومسمس الرجل إذا تخبط. وفي التنزيل العزيز: كالذي يتخبطه الشيطان من المس، المس: الجنون، قال أبو عمرو: الماسوس (* قوله الماسوس هكذا في الأصل، وفي شرح القاموس بالهمز. وقوله المدلس هكذا بالأصل، وفي شرح القاموس والمالوس.) والممسوس والمدلس كله المجنون.
وماء مسوس: تناولته الأيدي، فهو على هذا في معنى مفعول كأنه مس حين تنوول باليد، وقيل: هو الذي إذا مس الغلة ذهب بها، قال ذو الإصبع العدواني:
لو كنت ماء، كنت لا عذب المذاق ولا مسوسا، ملحا بعيد القعر قد فلت حجارته الفؤوسا فهو على هذا فعول في معنى فاعل. قال شمر: سئل أعرابي عن ركية فقال: ماؤها الشفاء المسوس الذي يمس الغلة فيشفيها. والمسوس:
الماء العذب الصافي. ابن الأعرابي: كل ما شفى الغليل، فهو مسوس، لأنه يمس الغلة. الجوهري: المسوس من الماء الذي بين العذب والملح. وريقة مسوس، عن ابن الأعرابي: تذهب بالعطش، وأنشد:
يا حبذا ريقتك المسوس، إذ أنت خود بادن شموس وقال أبو حنيفة: كلأ مسوس نام في الراعية ناجع فيها. والمسوس:
الترياق، قال كثير:
فقد أصبح الراضون، إذ أنتم بها مسوس البلاد، يشتكون وبالها
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة