لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٤٩٢
إليه مقامه، ولا يجوز أن يكون العجل هو المشرب، لأن العجل لا يشربه القلب، وقد أشرب في قلبه حبه أي خالطه. وقال الزجاج:
وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم، قال:
معناه سقوا حب العجل، فحذف حب، وأقيم العجل مقامه، كما قال الشاعر:
وكيف تواصل من أصبحت * خلالته، كأبي مرحب؟
أي كخلالة أبي مرحب.
والثوب يتشرب الصبغ: يتنشفه. وتشرب الصبغ فيه: سرى.
واستشربت القوس حمرة: اشتدت حمرتها، وذلك إذا كانت من الشربان، حكاه أبو حنيفة.
قال بعض النحويين: من المشربة حروف يخرج معها عند الوقوف عليها نحو النفخ ، إلا أنها لم تضغط ضغط المحقورة، وهي الزاي والظاء والذال والضاد. قال سيبويه : وبعض العرب أشد تصويبا من بعض. وأشرب الزرع: جرى فيه الدقيق، وكذلك أشرب الزرع الدقيق، عداه أبو حنيفة سماعا من العرب أو الرواة.
ويقال للزرع إذا خرج قصبه: قد شرب الزرع في القصب، وشرب قصب الزرع إذا صار الماء فيه. ابن الأعرابي: الشربب الغملى من النبات.
وفي حديث أحد: ان المشركين نزلوا على زرع أهل المدينة، وخلوا فيه ظهرهم، وقد شرب الزرع الدقيق، وفي رواية: شرب الزرع الدقيق، وهو كناية عن اشتداد حب الزرع، وقرب إدراكه.
يقال: شرب قصب الزرع إذا صار الماء فيه، وشرب السنبل الدقيق إذا صار فيه طعم، والشرب فيه مستعار، كأن الدقيق كان ماء، فشربه.
وفي حديث الإفك: لقد سمعتموه وأشربته قلوبكم، أي سقيته كما يسقى العطشان الماء، يقال: شربت الماء وأشربته إذا سقيته. وأشرب قلبه كذا، أي حل محل الشراب، أو اختلط به، كما يختلط الصبغ بالثوب. وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه: وأشرب قلبه الإشفاق.
أبو عبيد: وشرب القربة، بالشين المعجمة، إذا كانت جديدة، فجعل فيها طيبا وماء، ليطيب طعمها، قال القطامي يصف الإبل بكثرة ألبانها:
ذوارف عينيها، من الحفل، بالضحى، * سجوم، كتنضاح الشنان المشرب هذا قول أبي عبيد وتفسيره، وقوله: كتنضاح الشنان المشرب، إنما هو بالسين المهملة، قال: ورواية أبي عبيد خطأ.
وتشرب الثوب العرق: نشفه.
وضبة شروب: تشتهي الفحل، قال: وأراه ضائنة شروب.
وشرب بالرجل، وأشرب به: كذب عليه، وتقول: أشربتني ما لم أشرب أي ادعيت علي ما لم أفعل.
والشربة: النخلة التي تنبت من النوى، والجمع الشربات، والشرائب، والشرابيب (1) (1 قوله والجمع الشربات والشرائب والشرابيب هذه الجموع الثلاثة إنما هي لشربة كجربة أي بالفتح وشد الباء كما في التهذيب ومع ذلك فالسابق واللاحق لابن سيده وهذه العبارة متوسطة أوهمت أنها جمع للشربة النخلة فلا يلتفت إلى من قلد اللسان.).
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805