شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٢ - الصفحة ٨
ورأيت زيدا راكبا، لفظ فيه دلالة على كونه هيئة الفاعل، أو المفعول، حتى لو قلت:
رجل قائما أخوك، لم يجز، لعدم الفاعلية، أو المفعولية في (رجل) 1 أقول: لقائل أن يمنع أن المحدود يلزم أن يدل على كل ما يذكر في حده ، بل يكفي أن يكون فيه ما يذكر في حده، وبعد التسليم، فليس في هذا الحد تحقيق معنى الحال، وبيان ماهيته، لأنه ربما يتوهم أنه موضوع لبيان هيئة الفاعل أو المفعول مطلقا، لا في حالة الفعل، فيظن في: جاءني زيد راكبا، أن (راكبا) هيئة لهذا الفاعل مطلقا لا في حال المجيئ، فيكون غلطا.
ويخرج عن هذا الحد: الحال التي هي جملة، بعد عامل ليس معه ذو حال كقوله:
176 - يقول وقد تر الوظيف وساقها * ألست ترى أن قد أتيت بمؤيد وقوله:
177 - وقد أغتدي والطير في وكناتها * بمنجرد قيد الأوابد هيكل 3 ويخرج أيضا: الحال عن المضاف إليه، إذا لم يكن المضاف عاملا في الحال، وإن كان ذلك قليلا، كقوله تعالى: (قل بل نتبع ملة إبراهيم حنيفا 4)، وقوله تعالى: (أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين 5)، وقول الشاعر:
،

(1) هذه نهاية كلام ابن الحاجب الذي نقله الرضي ، وقوله بعد ذلك: أقول: مناقشة منه لابن الحاجب فيما قاله في شرحه، وكلام ابن الحاجب هنا يستحق المناقشة حقا، (2) من معلقة طرفة بن العبد، وهو في هذا البيت وما يتصل به يتحدث عما فعله من عقر ناقة لضيف نزل به، وهي من كرام الإبل، قيل أنها ناقة أبيه، وقيل إنها ناقة ضيفة الذي نزل به وقوله: قد أتيت بمؤيد، أي بشئ عظيم خطير، ومؤيد إما بصيغة اسم الفاعل أو بصيغة اسم المفعول، (3) هذا البيت من معلقة امرئ القيس المشهورة من الجزء الذي يصف فيه فرسه بالسرعة، وقوله: قيد الأوابد، أي مفيدها، يعني أنه لسرعته يدرك الوحوش فلا تفلت منه، فكأنه يقيدها في مكانها حتى يلحقها، (4) الآية 135 سورة البقرة، (5) الآية 66 سورة الحجر
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست