هذه الأسئلة هي التي تقف باللبيب وقفة الحيرة والارتياب، لكنها لا تلبث أن يجليها التفكير والإمعان بأن العظيم هو الذي يؤلف الجيش اللجب بخزائه، وهو الذي يملأ البيوت بالأموال، وهو الذي يخلق الحياة في نفوس أمته فيبعثها بعد موتها، ويرقى بها من حضيض الذل والاستصغار إلى ذروة العز والسلطان! وهو الذي يعرف النفوس العظيمة ومبلغهما من السموا إبان حداثتها فيصطفيها ويؤهلها لتسنم الرتب العالية مستعينا بها على نيل غايته..
لندع التحدث عن هذا الشاب رسول الله صلى الله عليه وآله، إذ حقه مصون ومقامه محترم، لكنا نقف مع الدكتور دليلا على بلوغ نفس هذا الوزير أقصى غاية السمو والعظمة، وأنها المثل الأعلى للبطولة والرجولة لتطوعها لمشاطرة هذا العظيم حمل ما يواجهه من الأهوال والشدائد في تنفيذ هذه الإرادات!
إنني وأبيك لأستحيي لك أن يكون كتابك شاهدا عليك بالتحريف، والانحراف عن هذا العظيم، عليه السلام.
أين قيامك بالتنديد على المستشرقين والمبشرين من كتبة الغرب في تحريفهم سيرة رسول الله (ص) وتشويهها بمفترياتهم؟!
لكن هؤلاء إنما يدعوهم إلى ذلك الأحقاد القديمة والعداوة الموروثة، بخلافك فإنك والمسلمين كافة تدعون حب علي عليه السلام، وتذكرون مواقفه ومغامراته في نصرة الدين والدولة، وأنه أحد الخلفاء الراشدين!