نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٢٣
شبه المبشرين وافتراآتهم على جلال القرآن وقداسته، وهو كثير الانتشار لا تكاد تخلو منه مكتبة!
وطريف أن الدكتور لم يذكره من مصادر كتابه، فإن لم يسمع به أو لم يره فغريب! وإن كان ذلك زهدا به، فأغرب وأعجب.
فظهر بحمد الله بشهادة البررة المنصفين من علماء الجمهور، بطلان ما ينسب إلى الشيعة من القول العظيم في الذكر الحكيم. وما يوجد من الأحاديث في بعض كتب أصحابنا مما ظاهره ذلك ما نأباه ونرده وننكره أشد الإنكار، لما رويناه عن أئمتنا عليهم السلام مستفيضا في عرض ما روي عنهم على كتاب الله، فما واقفه قبل وما خالفه رد، وكل ما ورد عنهم مما ظاهره التحريف فهو مخالف لكتاب الله تعالى مجده، يقول سبحانه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وقال سبحانه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد). وعروض التحريف له ينافي حفظه، كما أنه باطل فلا يأتيه.
ثم إن ما ورد من الأحاديث في زيادة القرآن ونقصه، غير مختص بأحاديث الشيعة، بل مثله موجود في أحاديث الجمهور، بل في صحاحهم!! روى مسلم بن الحجاج في صحيحه في كتاب الزكاة (باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثا) بإسناده عن أبي الأسود قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمأة رجل قد قرأوا القرآن، قال أنتم خيار أهل البصرة وقراءؤها فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قلبكم،
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست