نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٤١
ثم يفكر الانسان في إقحام الدكتور هذا الثناء في هذا المقام، فيراه أجنبيا عنه! ولا يكاد يهتدي إلى الغاية من هذا الاقحام! لكني أنبؤك ولا ينبؤك مثل خبير، أن الدكتور رأى أنه مقبل على ذكر فضيلة سامية لعلي عليه السلام تخفي بشعاعها فضل كل ذي فضل، وهي دعوة رسول الله (ص) أصحابه إلى التآخي في الله أخوين أخوين، ثم اختياره من بينهم عليا أخا لنفسه!! فشاء أن يحتفظ لهما بمقامهما ورونقهما لعلمه بأن قارئ كتابه سيقف عند هذه الفضيلة فيكبرها سائلا: لم لم تكن لأبي بكر أو عمر؟! فيكون ما أقحمه كجواب لهذا السائل بأنه إن فاتتهما هذه الفضيلة فلهما خير منها وهي الوزارة التي لا يساميها فضل!! وهذه (اللباقة) كثيرا ما يعول عليها معالي الدكتور ثم لاتعود عليه بفائدة!! قال:
(ولتحقيق هذه الغاية دعا المسلمين ليتآخوا في الله أخوين أخوين فكان هو وعلي بن أبي طالب أخوين، وكان عمه حمزة ومولاه زيدا أخوين، وكان أبو بكر وزيد بن خارجه أخوين، وكان عمر بن الخطاب وعتبة بن مالك أخوين.. وتآخى كذلك كل واحد من المهاجرين).
لكن الدكتور بهذا الإقحام وهذه اللباقة زاد القارئ إشكالا وتحيرا، فإن العادي فضلا عن الفطن اللبيب، يعلم أن أخا رسول الله (ص) لابد أن يكون أفضل هؤلاء المتآخين جميعهم، ولا يؤمن بغير ذلك! فلو كان هذان وزيريه كما زعم الدكتور، فعليه أن يختار أحدهما أخا له، وهو الذي يوجبه المنطق، ويحكم به العقل السليم! فاختيار رسول الله
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست