على صفاته النفسانية الغير الاختيارية له.
نعم ظاهر العبارة يعطي إرادة الحالة السببية النفسية للفاعل من صفة الشقاوة التي هي من () الصفات الغير الاختيارية فلا تغفل.
قوله - قدس سره -: (وأما بناء العقلاء فلو سلم إلى قوله - كمن انكشف لهم من حاله أنه بحيث لو قدر على قتل سيده لقتله.). () فيه - ما عرفت سابقا - من ثبوت المذمة من العقلاء على الفعل المتجرى به، لكونه هتكا لحرمة السيد لا محالة، ومنه يظهر فساد المقايسة المذكورة.
وتوضيح الفساد أنا سلمنا ذمهم للعبد في المقيس عليه أيضا ولأنه لأجل انكشاف سوء سريرته، لكن اختصاص الذم في المقيس بتلك الجهة ممنوع، بل المتجري مذموم من تلك الجهة ومن جهة كون فعله هتكا لحرمة السيد أيضا، فهو مذموم على سوء سريرته وعلى هتكه المتحد مع الفعل المتجري به فالمذمة على الفعل والفاعل كليهما.
قوله - قدس سره -: (وأما ما ذكره من الدليل العقلي فنلتزم باستحقاق من صادف قطعه الواقع، لأنه عصى اختيارا) () لا يخفى ما في قوله (لأنه عصى) من المسامحة، لأن العصيان لا يقع في الخارج على قسمين، لأنه إنما يتحقق بارتكاب الحرام الواقعي اختيارا، بمعنى كونه عالما [به] عازما عليه، فالاختيار محقق لأصل العصيان ومقوم له، فلا يمكن تحققه بدونه حتى يجعل قيدا ممنوعا له أو مصنفا، وكأنه (قدس سره) أتى به للتأكيد لا الاحتراز.