ماء متلاطما تياره، متراكما زخاره (1). حمله على متن الريح العاصفة، والزعزع (2) القاصفة، فأمرها برده، وسلطها على شده، وقرنها إلى حده. الهواء من تحتها فتيق، والماء من فوقها دفيق (3). ثم أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها وأدام مربها (4). وأعصف مجراها وأبعد منشاها. فأمرها بتصفيق الماء الزخار، وإثارة موج البحار. فمخضته (5) مخض السقاء، وعصفت به عصفها بالفضاء. ترد أوله إلى آخره، وساجيه (6) إلى مائره (7). حتى عب عبابه، ورمى بالزبد ركامه، فرفعه في هواء منفتق، وجو منفهق (8). فسوى منه سبع سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا. وسمكا مرفوعا، بغير عمد يدعمها، ولا دسار (9) ينظمها. ثم زينها بزينة الكواكب، وضياء الثواقب، وأجرى فيها سراجا مستطيرا، وقمرا منيرا: في فلك دائر، وسقف سائر، ورقيم مائر (10) (11).
5348 - عنه (عليه السلام) - من خطبة له في صفة السماء -: ونظم بلا تعليق رهوات (12)