درته (1) حافيا حتى أتى بقيع الغرقد (2)، فاستلقى على ظهره، وجعل يضرب أخمص (3) قدميه بيده، وتأوه صعدا (4).
فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما أخرجك إلى هذا الأمر؟!
قال: أمر الله يا بن عباس!
قال: [قلت:] (5) إن شئت أخبرتك بما في نفسك.
قال: غص غواص (6)، إن كنت لتقول فتحسن!
قال: [قلت:] ذكرت هذا الأمر بعينه وإلى من تصيره.
قال: صدقت!
قال: فقلت له: أين أنت عن عبد الرحمن بن عوف؟
فقال: ذاك رجل ممسك، وهذا الأمر لا يصلح إلا لمعط في غير سرف، ومانع في غير إقتار.
قال: فقلت: سعد بن أبي وقاص؟
قال: مؤمن ضعيف.