ودخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر فقال: إنه بلغني أنك يا خليفة رسول الله استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بهم! وأنت غدا لاق ربك؛ فيسألك عن رعيتك.
فقال أبو بكر: أجلسوني، ثم قال: أبالله تخوفني؟! إذا لقيت ربي فسألني قلت: استخلفت عليهم خير أهلك.
فقال طلحة: أعمر خير الناس يا خليفة رسول الله؟! فاشتد غضبه وقال: إي والله، هو خيرهم وأنت شرهم! أما والله لو وليتك لجعلت أنفك في قفاك، ولرفعت نفسك فوق قدرها، حتى يكون الله هو الذي يضعها! أتيتني وقد دلكت عينك؛ تريد أن تفتنني عن ديني، وتزيلني عن رأيي! قم، لا أقام الله رجليك! أما والله لئن عشت فواق ناقة (1) وبلغني أنك غمصته (2) فيها أو ذكرته بسوء لألحقنك بمحمضات قنة (3)، حيث كنتم تسقون ولا تروون، وترعون ولا تشبعون، وأنتم بذلك بجحون (4) راضون فقام طلحة فخرج (5).