أعز نفرا، وأقرب ناصرا، وأكثر عددا وأقمن (1)، إن قلت: هلم، أتي إلي، ولقد أعددت لكم أقرانكم وأفضلت عليكم فضولا، وكشرت لكم عن نابي، وأخرجتم مني خلقا لم أكن أحسنه، ومنطقا لم أنطق به، فكفوا عليكم ألسنتكم وطعنكم وعيبكم على ولاتكم؛ فإني قد كففت عنكم من لو كان هو الذي يكلمكم لرضيتم منه بدون منطقي هذا.
ألا فما تفقدون من حقكم؟ والله ما قصرت في بلوغ ما كان يبلغ من كان قبلي، ومن لم تكونوا تختلفون عليه، فضل فضل من مال؛ فما لي لا أصنع في الفضل ما أريد، فلم كنت إماما؟
فقام مروان بن الحكم فقال: إن شئتم حكمنا والله بيننا وبينكم السيف، نحن والله وأنتم كما قال الشاعر:
فرشنا لكم أعراضنا فنبت بكم * معارسكم تبنون في دمن الثرى فقال عثمان: اسكت لا سكت، دعني وأصحابي، ما منطقك في هذا! ألم أتقدم إليك ألا تنطق. فسكت مروان ونزل عثمان (2).
1203 - نهج البلاغة: من كلام له (عليه السلام) لما اجتمع الناس إليه وشكوا ما نقموه على عثمان وسألوه مخاطبته لهم واستعتابه لهم، فدخل عليه فقال:
إن الناس ورائي، وقد استسفروني بينك وبينهم، ووالله ما أدري ما أقول لك!
ما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه، إنك لتعلم ما نعلم. ما سبقناك