موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٥٢
المسلمين على سوق المدينة إذا أمسى آتاها عثمان، فقال له: ادفعها إلى الحكم ابن أبي العاص.
وكان عثمان إذا أجاز أحدا من أهل بيته بجائزة جعلها فرضا من بيت المال.
فجعل يدافعه ويقول له: يكون، فنعطيك إن شاء الله. فألح عليه. فقال: إنما أنت خازن لنا! فإذا أعطيناك فخذ، وإذا سكتنا عنك فاسكت!!
فقال: كذبت والله! ما أنا لك بخازن، ولا لأهل بيتك، إنما أنا خازن المسلمين.
وجاء بالمفتاح يوم الجمعة - وعثمان يخطب - فقال: أيها الناس! زعم عثمان أني خازن له ولأهل بيته! وإنما كنت خازنا للمسلمين، وهذه مفاتيح بيت مالكم - ورمى بها -. فأخذها عثمان، ودفعها إلى زيد بن ثابت (1).
1126 - أنساب الأشراف عن أبي مخنف: لما قدم الوليد الكوفة ألفي ابن مسعود على بيت المال، فاستقرضه مالا - وقد كانت الولاة تفعل ذلك ثم ترد ما تأخذ -، فأقرضه عبد الله ما سأله.
ثم إنه اقتضاه إياه، فكتب الوليد في ذلك إلى عثمان.
فكتب عثمان إلى عبد الله بن مسعود: إنما أنت خازن لنا، فلا تعرض للوليد فيما أخذ من المال.
فطرح ابن مسعود المفاتيح وقال: كنت أظن أني خازن للمسلمين! فأما إذ كنت خازنا لكم فلا حاجة لي في ذلك. وأقام بالكوفة بعد إلقائه مفاتيح بيت المال (2).

(١) تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٦٨، الأمالي للمفيد: ٧٠ / ٥ عن أبي يحيى مولى معاذ بن عفراء الأنصاري؛ أنساب الأشراف: ٦ / ١٧٣ عن أبي مخنف، الأوائل لأبي هلال: ١٣٠ عن قتادة وكلها نحوه.
(٢) أنساب الأشراف: ٦ / 140.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست