انسانية كانت أو بحتة يتم عادة بلغة تقريرية، إلا أنه (عليه السلام) كتبها بلغة فنية تتوسل بالصوت والصورة وسائر الأدوات الجمالية في أرفع مستوياتها، مما جعل النتاج المأثور عنه (عليه السلام) مطبوعا بسمتي المعرفة والفن، ومن ثم جعل هذا النتاج مطبوعا بما هو نموذجي متميز بحيث يعكس آثاره على النتاج الذي تشهده العصور الأدبية اللاحقة، حتى أنه لا يكاد خطيب أو كاتب أو مفكر بنحو عام يتخلص من تأثير هذه الانعكاسات الأدبية والفكرية كما سنشير إلى ذلك في حينه. وأهمية هذا التأثير أو الانعكاس تتمثل في أن النتاج فكريا لا طرح مماثل له في الميدان العلمي عصرئذ حيث إن الازدهار العلمي بدأ بعد أكثر من مائة سنة من عصر الإمام (عليه السلام)، كما أن اللغة الفنية التي استخدمها (عليه السلام) كانت مكثفة بشكل يحولها إلى لغة جمالية محضة تغرق في غابة من الصور التشبيهية والتمثيلية والاستعارية والرمزية والاستدلالية والتضمينية... الخ، وتحتشد بإيقاعات هائلة تتناول كل مفردة ومركبة حتى لا تكاد تجد من بين آلاف المفردات والتراكيب مفردة أو تركيبا خاليا من إيقاع ملحوظ فضلا عما يواكب ذلك كله من الأدوات اللفظية والبنائية التي تحفل بما هو مدهش ومثير في مختلف مستوياتها. والمهم بعد ذلك أن نصنف هذا النتاج إلى أشكال متنوعة من التعبير الفني، يمكن درجها ضمن ما يلي:
الخطبة، الرسالة، الخاطرة، المقالة، الدعاء، الزيارة، الحديث، المقابلة، المحاورة، الملاحظة.