العالمين)، واخرج الطبراني باسناد على شرط الشيخين عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت أحدا قط أفضل من فاطمة غير أبيها).
وهكذا ذهب كثير من العلماء المحققين، ومنهم التقي السبكي والجلال السيوطي والبدر الزركشي والتقي المقريزي والبلقيني والسهيلي، ان فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل نساء الدنيا، حتى مريم ابنة عمران، وعبارة السبكي حين سئل عن ذلك، فقال: الذي نختاره ان فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم أفضل، وسئل عن ذلك ابن داود، فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم (فاطمة بضعة مني، ولا اعدل ببضعة رسول الله أحد) ويقول السهيلي: وهذا استقراء حسن ويشهد لصحة هذا الاستقراء ان أبا لبابة، حين ربط نفسه في المسجد، وخلف ان لا يحله الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت فاطمة لتحله فأبى من اجل قسمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما فاطمة بضعة مني، فحلته.
هذا وقد ذهب الآلوسي في تفسيره (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) إلى أن فاطمة البتول أفضل النساء المتقدمات والمتأخرات من حيث إنها بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أفضليتها على عائشة رغم من احتج بفضل عائشة بحديث (خذوا ثلثي دينكم عن الحميراء) وحديث (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام)، والقول بان عائشة، يوم القيامة في الجنة مع زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفاطمة مع زوجها على أبي طالب، وفرق عظيم بين مقام النبي صلى الله عليه وسلم ومقام على، وكل ذلك لا يدل على فضل عائشة على الزهراء لأسباب كثيرة، منها (أولا) ان قصارى ما في الحديث الأول، على تقدير ثبوته، انما يدل على أن السيدة عائشة كانت عالمة وهذا لا يدل على نفي العلم المماثل لعلمها عند الزهراء بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعلمه صلى الله عليه وسلم ان الزهراء لا تبقى بعده طويلا اي زمنا معتدا به يمكن اخذ الدين عنها فيه، ولهذا لم يقل فيها ما قاله في عائشة ولو علم لربما قال (خذوا كل دينكم عن الزهراء)، وعدم هذا القول على من دل العقل والنقل عن علمه، لا يدل على مفضوليته، والا لكانت عائشة أفضل من أبيها الصديق رضي الله عنه لأنه لم يرو عنه في الدين الا قليل، لقلة لبثه بعد رسول