السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٦٨
العالمين)، واخرج الطبراني باسناد على شرط الشيخين عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت أحدا قط أفضل من فاطمة غير أبيها).
وهكذا ذهب كثير من العلماء المحققين، ومنهم التقي السبكي والجلال السيوطي والبدر الزركشي والتقي المقريزي والبلقيني والسهيلي، ان فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل نساء الدنيا، حتى مريم ابنة عمران، وعبارة السبكي حين سئل عن ذلك، فقال: الذي نختاره ان فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم أفضل، وسئل عن ذلك ابن داود، فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم (فاطمة بضعة مني، ولا اعدل ببضعة رسول الله أحد) ويقول السهيلي: وهذا استقراء حسن ويشهد لصحة هذا الاستقراء ان أبا لبابة، حين ربط نفسه في المسجد، وخلف ان لا يحله الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت فاطمة لتحله فأبى من اجل قسمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما فاطمة بضعة مني، فحلته.
هذا وقد ذهب الآلوسي في تفسيره (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) إلى أن فاطمة البتول أفضل النساء المتقدمات والمتأخرات من حيث إنها بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أفضليتها على عائشة رغم من احتج بفضل عائشة بحديث (خذوا ثلثي دينكم عن الحميراء) وحديث (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام)، والقول بان عائشة، يوم القيامة في الجنة مع زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفاطمة مع زوجها على أبي طالب، وفرق عظيم بين مقام النبي صلى الله عليه وسلم ومقام على، وكل ذلك لا يدل على فضل عائشة على الزهراء لأسباب كثيرة، منها (أولا) ان قصارى ما في الحديث الأول، على تقدير ثبوته، انما يدل على أن السيدة عائشة كانت عالمة وهذا لا يدل على نفي العلم المماثل لعلمها عند الزهراء بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعلمه صلى الله عليه وسلم ان الزهراء لا تبقى بعده طويلا اي زمنا معتدا به يمكن اخذ الدين عنها فيه، ولهذا لم يقل فيها ما قاله في عائشة ولو علم لربما قال (خذوا كل دينكم عن الزهراء)، وعدم هذا القول على من دل العقل والنقل عن علمه، لا يدل على مفضوليته، والا لكانت عائشة أفضل من أبيها الصديق رضي الله عنه لأنه لم يرو عنه في الدين الا قليل، لقلة لبثه بعد رسول
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172