السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٦٣
وقد قال أبوها العظيم صلى الله عليه وسلم: (خلق الله نور فاطمة قبل ان يخلق الأرض والسماء، فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي انسية فقال صلى الله عليه وسلم فاطمة حوراء انسية)، ومن علامات الحور العين انها لا تطمث، فقد قال تعالى: (لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان)، وكذلك الزهراء فإنها كانت طاهرة من الحيض والنفاس، وقد أجمع المسلمون على انها لم تر حيضا ولا نفاسا، وهذه ميزة فريدة امتازت بها الزهراء، عليها السلام، على بنات حواء.
11 - اجرى اله تعالى الزهراء مجرى مريم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سال علي فاطمة ذات يوم، هل عندك شئ تغذينيه، قالت لا، والذي أكرم أبي بالنبوة، ما أصبح عندي شئ أغذيكه، ولا أكلنا بعد شيئا، ولا كان لنا شئ بعدك منذ يومين أوثرك به على بطني وعلى ابني هذين، قال يا فاطمة، الا أعلمتني حتى أبغيكم شيئا، قالت: اني استحي من الله ان أكلفك ما لا تقدر عليه، فخرج من عندها واثقا بالله، حسن الظن به، فاستقرض دينارا، فبينما الدينار في يده أراد ان يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحر، قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته فلما رآه أنكره، فقال يا مقداد، ما أزعجك من رحلك هذه الساعة، قال يا أبا الحسن : خل سبيلي، ولا تسألني عما ورائي، قال: يا ابن أخي انه لا يحل لك ان تكتمني حالك، قال: أما إذا أبيت فوالله الذي أكرم محمدا بالنبوة ما أزعجني من رحلي الا الجهد، ولقد تركت أهلي يبكون جوعا، فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض فخرجت مغموما راكبا رأسي، فهذه حالتي وقصتي فهملت عينا علي بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته، ثم قال احلف بالذي حلفت به، ما أزعجني غير الذي أزعجك، ولقد اقترضت دينار فهاك، وأوثرك به على نفسي، فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر والعصر والمغرب.
فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب مر بعلي في الصف الأول فغمزه برجله فسار خلف النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحقه عند باب المسجد، ثم قال صلى الله عليه وسلم يا أبا الحسن: هل
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172