وقد قال أبوها العظيم صلى الله عليه وسلم: (خلق الله نور فاطمة قبل ان يخلق الأرض والسماء، فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي انسية فقال صلى الله عليه وسلم فاطمة حوراء انسية)، ومن علامات الحور العين انها لا تطمث، فقد قال تعالى: (لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان)، وكذلك الزهراء فإنها كانت طاهرة من الحيض والنفاس، وقد أجمع المسلمون على انها لم تر حيضا ولا نفاسا، وهذه ميزة فريدة امتازت بها الزهراء، عليها السلام، على بنات حواء.
11 - اجرى اله تعالى الزهراء مجرى مريم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سال علي فاطمة ذات يوم، هل عندك شئ تغذينيه، قالت لا، والذي أكرم أبي بالنبوة، ما أصبح عندي شئ أغذيكه، ولا أكلنا بعد شيئا، ولا كان لنا شئ بعدك منذ يومين أوثرك به على بطني وعلى ابني هذين، قال يا فاطمة، الا أعلمتني حتى أبغيكم شيئا، قالت: اني استحي من الله ان أكلفك ما لا تقدر عليه، فخرج من عندها واثقا بالله، حسن الظن به، فاستقرض دينارا، فبينما الدينار في يده أراد ان يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحر، قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته فلما رآه أنكره، فقال يا مقداد، ما أزعجك من رحلك هذه الساعة، قال يا أبا الحسن : خل سبيلي، ولا تسألني عما ورائي، قال: يا ابن أخي انه لا يحل لك ان تكتمني حالك، قال: أما إذا أبيت فوالله الذي أكرم محمدا بالنبوة ما أزعجني من رحلي الا الجهد، ولقد تركت أهلي يبكون جوعا، فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض فخرجت مغموما راكبا رأسي، فهذه حالتي وقصتي فهملت عينا علي بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته، ثم قال احلف بالذي حلفت به، ما أزعجني غير الذي أزعجك، ولقد اقترضت دينار فهاك، وأوثرك به على نفسي، فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر والعصر والمغرب.
فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب مر بعلي في الصف الأول فغمزه برجله فسار خلف النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحقه عند باب المسجد، ثم قال صلى الله عليه وسلم يا أبا الحسن: هل